بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ١٢٢
يوما إلى بلوغ علي عليه السلام وأهل البيت، وكان أهل المدينة يستقبلون كل يوم إلى قباء وينصرفون، فأسس بقباء مسجدهم، وخرج يوم الجمعة ونزل المدينة وصلى في المسجد الذي ببطن الوادي (1).
قال النسوي في تاريخه: أول صلاة صلاها في المدينة صلاة العصر، ثم نزل على أبي أيوب. فلما أتى لهجرته شهر وأيام تمت صلاة المقيم، وبعد ثمانية أشهر آخى بين المؤمنين، وفيها شرع الاذان (2).
9 - مناقب ابن شهرآشوب: روي أنه كان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله يستقبلونه وينصرفون عند الظهيرة فدخلوا يوما فقدم النبي صلى الله عليه وآله فأول من رآه رجل من اليهود، فلما رآه صرخ بأعلى صوته: يا بني قيلة هذا جدكم قد جاء، فنزل النبي صلى الله عليه وآله على كلثوم بن هدم وكان يخرج فيجلس للناس في بيت سعد بن خيثمة، وكان قيام علي عليه السلام بعد النبي صلى الله عليه وآله ثلاث ليال، ثم لحق برسول الله صلى الله عليه وآله، فنزل معه على كلثوم، وكان أبو بكر في بيت حبيب بن إساف (3) فأقام النبي صلى الله عليه وآله بقباء يوم الاثنين والثلاثاء و الأربعاء والخميس، وأسس مسجده وصلى يوم الجمعة في المسجد الذي في بطن الوادي وادي رانوقا، (4) فكانت أول صلاة صلاها بالمدينة، ثم أتاه غسان (5) بن

(١) هو مسجد بنى سالم كما تقدم.
(٢) مناقب آل أبي طالب ١: ١٥١ و ١٥٢ (٣) هكذا في النسخ وفى المناقب، وهو مصحف، والصحيح خبيب وهو خبيب بن إساف [ويقال: يساف] ابن عنبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج [بن الأوس] الأنصاري راجع إمتاع الأسماع: ٤٨ وتاريخ الطبري ٢: ١٠٦، وسيرة ابن هشام ٢: ١١٠، أقول: وقيل: نزل على خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر راجع المصادر المذكورة قبل ذلك.
(٤) في نسخة: رانوفا: وفي سيرة ابن هشام: رانوناء. وذكره ياقوب أيضا كذلك في معجم البلدان ٣: ١٩.
قال ابن إسحاق في السيرة: " لما قدم النبي صلى الله عليه وآله المدينة أقام بقباء [إلى أن قال:] فأدركت رسول الله صلى الله عليه وآله الجمعة في بنى سالم بن عوف وصلاها في المسجد الذي في بطن الوادي وادى رانوناء " وهذا لم أجده في غير كتاب ابن إسحاق الذي لخصه ابن هشام، وكل يقول: صلى بهم في بطن الوادي في بنى سالم، ورانوناء بوزن عاشوراء وخابوراء.
(5) هكذا في نسخ الكتاب ومصدره، وهو مصحف، والصحيح عتبان بن مالك كما في سيرة ابن هشام، والرجل هو عتبان بن مالك بن عمرو العجلاني الأنصاري السالمي، صحابي مشهور، مذكور في التراجم. وعتبان بالكسر ثم السكون.
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»
الفهرست