بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ١٢٤
رحله فوضعه في بيته، ونزل النبي صلى الله عليه وآله في بيت أبي أيوب، وسأل عن المربد فأخبره أنه لسهل وسهيل يتيمين لمعاذ بن عفراء، فأرضاهما معاذ، وأمر النبي صلى الله عليه وآله ببناء المسجد، وعمل فيه رسول الله صلى الله عليه وآله بنفسه، فعمل فيه المهاجرون والأنصار، وأخذ المسلمون يرتجزون وهم يعملون، فقال بعضهم:
لئن قعدنا والنبي يعمل * فذاك منا العمل المضلل والنبي صلى الله عليه وآله يقول: " لا عيش إلا عيش الآخرة، اللهم ارحم الأنصار والمهاجرة. (1) وعلي بن أبي طالب عليه السلام يقول:
لا يستوي من يعمل المساجدا * يدأب فيها قائما وقاعدا ومن يرى عن الغبار حائدا. (2)

(1) زاد في السيرة هنا: فدخل عمار بن ياسر وقد أثقلوه باللبن، فقال: يا رسول الله قتلوني يحملون على ما لا يحملون قالت أم سلمة زوج النبي فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله ينفض وفرته بيده وكان رجلا جعدا وهو يقول: " ويح ابن سمية " ليسوا بالذين يقتلونك، إنما تقتلك الفئة الباغية " وارتجز علي بن أبي طالب عليه السلام يومئذ إه‍.
(2) في السيرة: قال ابن هشام: سألت غير واحد من أهل العلم بالشعر عن هذا الرجز، فقالوا: ان علي بن أبي طالب ارتجز به فلا يدرى أهو قائله أم غيره.
قال ابن إسحاق: فأخذ عمار بن ياسر فجعل يرتجز بها.
قال ابن هشام: فلما أكثر ظن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انه إنما يعرض به فيما حدثنا زياد بن عبد الله البكائي، عن ابن إسحاق، وقد سمى ابن إسحاق الرجل [أقول الرجل هو عثمان بن عفان كما في هامش السيرة وغيره] قال ابن إسحاق فقال: قد سمعت ما تقول منذ اليوم يا ابن سمية، والله انى لأراني سأعرض هذه العصا لأنفك، قال: وفى يده عصا، قال:
فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: " ما لهم ولعمار، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار، ان عمارا جلدة ما بين عيني وأنفي، فإذا بلغ ذلك من الرجل فلم يستبق فاجتنبوه ".
قال ابن إسحاق: فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت أبى أيوب حتى بنى له مسجده ومساكنة. ثم انتقل. إه‍.
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»
الفهرست