بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ١٨١
فلما اجتمعت قريش على قتل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكتبوا الصحيفة القاطعة، جمع أبو طالب بني هاشم وحلف لهم بالبيت والركن والمقام والمشاعر في الكعبة لئن شاكت محمدا شوكة لآتين عليكم يا بني هاشم (1)، فأدخله الشعب وكان يحرسه بالليل والنهار قائما بالسيف على رأسه أربع سنين، فلما خرجوا من الشعب حضر (2) أبا طالب الوفاة فدخل إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يجود بنفسه فقال: يا عم ربيت صغيرا، وكفلت يتيما، فجزاك الله عني خيرا، أعطني كلمة أشفع لك بها عند ربي (3)، فروي أنه لم يخرج من الدنيا حتى أعطى رسول الله الرضا (4).
بيان: قال الجزري: يبزى أي يقهر ويغلب، أراد لا يبزى فحذف " لا " من جواب القسم، وهي مرادة، أي لا يقهر ولم نقاتل عنه وندافع، وفلان يناضل عن فلان: إذا رامى عنه وحاج وتكلم بعذره ودفع عنه.
11 - تفسير علي بن إبراهيم: " وأنذر عشيرتك الأقربين " قال: نزلت (5): " ورهطك منهم المخلصين (6) " قال: نزلت بمكة فجمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بني هاشم وهم أربعون رجلا كل واحد منهم يأكل الجذع ويشرب القربة فاتخذ لهم طعاما يسيرا بحسب ما أمكن فأكلوا حتى شبعوا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من يكون وصيي ووزيري وخليفتي؟ فقال أبو لهب: هذا (7) ما سحركم محمد، فتفرقوا، فلما كان اليوم الثاني أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ففعل بهم مثل ذلك ثم سقاهم اللبن (8) فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): أيكم يكون وصيي ووزيري وخليفتي؟ فقال

(1) لاتين عليكم (عليهم خ ل) ببني هاشم خ ل.
(2) في المصدر: حضرت.
(3) إن ما عليه الشيعة الإمامية أن أبا طالب كان مؤمنا يتقى قومه ويستر دينه، والاخبار بذلك كثيرة، وأشعاره عليه دالة، فما في الخبر اما أخذه القمي من العامة وأورده على طبق عقيدتهم في ذلك، واما كان ذلك من النبي (صلى الله عليه وآله) على ظاهر حال أبى طالب، وأراد أنه يظهر في آخر لحظاته من الدنيا ما كان يستره من عقيدته، وسيجئ الكلام في ذلك مشبعا في محله إن شاء الله (4) تفسير القمي: 354 و 355.
(5) المصدر خال عن قوله: قال: نزلت.
(6) تقدم أنه قراءة ابن مسعود.
(7) خذوا خ ل، وفى المصدر: جزما سحركم محمد.
(8) حتى رووا خ.
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410