الشاب الناعم الأبيض، وكانوا يزعمون أن الأصنام تقربهم من الله تعالى وتشفع لهم، فشبهت بالطيور التي تعلو في السماء وترتفع، قوله: يعني إلى الامام المستقيم، كذا فيما عندنا من النسخ (1)، ولعل فيه سقطا والظاهر أنه تفسير لقوله: " وإن الله لهادي الذين آمنوا إلى صراط مستقيم " بأن المراد بالصراط المستقيم الامام المستقيم على الحق، و يحتمل أن يكون تفسيرا " للقاسية قلوبهم " أي قسا قلوبهم عن الميل إلى الامام المستقيم وقبول ولايته.
15 - مناقب ابن شهرآشوب: قال علم الهدى والناصر للحق: في رواياتهم أن النبي صلى الله عليه وآله لما بلغ إلى قوله: " أفرأيتم اللات والعزى * ومناة الثالثة الأخرى " ألقى الشيطان في تلاوته:
تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجي، فسر بذلك المشركون، فلما انتهى إلى السجدة سجد المسلمون والمشركون معا، إن صح هذا الخبر فمحمول على أنه كان يتلو القرآن فلما بلغ إلى هذا الموضع قال بعض المشركين: ذلك، فألقى في تلاوته، فأضافه الله إلى الشيطان، لأنه إنما حصل بإغرائه ووسوسته وهو الصحيح لان المفسرين رووا في قوله: " وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء (2) " كان النبي صلى الله عليه وآله في المسجد الحرام فقام رجلان من عبد الدار عن يمينه يصفران، ورجلان عن يساره يصفقان بأيديهما فيخلطان (3) عليه صلاته، فقتلهم الله جميعا ببدر قوله: " فذوقوا العذاب (4) " وروي في قوله: " وقال الذين كفروا " أي قال رؤساؤهم من قريش لاتباعهم لما عجزوا عن معارضة القرآن:
" لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه " أي عارضوه باللغو والباطل والمكاء ورفع الصوت بالشعر " لعلكم تغلبون (5) " باللغو (6).
16 - علل الشرائع: ابن الوليد، عن ابن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى،