بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٩٠
ذنبك وما تأخر (1) " قال الرضا عليه السلام: لم يكن أحد عند مشركي أهل مكة أعظم ذنبا من رسول الله صلى الله عليه وآله، لأنهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمائة وستين صنما، فلما جاءهم بالدعوة إلى كلمة الاخلاص كبر ذلك عليهم وعظم، وقالوا: " أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشئ عجاب * وانطلق الملا منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا الشئ يراد * ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق (2) " فلما فتح الله عز وجل على نبيه محمد صلى الله عليه وآله مكة قال له يا محمد: " إنا فتحنا لك " مكة (3) " فتحا مبينا * ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " عند مشركي أهل مكة بدعاءك إلى توحيد الله عز وجل فيما تقدم وما تأخر، لان مشركي مكة أسلم بعضهم وخرج بعضهم عن مكة، ومن بقي منهم لم يقدر على إنكار التوحيد عليه إذا دعا الناس إليه، فصار ذنبه عندهم في ذلك مغفورا بظهوره عليهم (4)، فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن، فأخبرني عن قول الله عز وجل: " عفا الله عنك لم أذنت لهم " قال الرضا عليه السلام: هذا مما نزل بإياك أعني و اسمعي يا جارة، خاطب الله عز وجل بذلك نبيه صلى الله عليه وآله وأراد به أمته، وكذلك قوله عز وجل: " لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين " وقوله عز وجل:
" ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا " قال: صدقت يا ابن رسول الله الخبر (5).
21 - تفسير فرات بن إبراهيم: جعفر بن محمد بن بشرويه القطان، عن محمد بن إبراهيم الرازي، عن ابن مسكان، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله، عن أمير المؤمنين علي عليهما السلام (6) قال: لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " قال: يا جبرئيل ما الذنب الماضي؟ وما الذنب الباقي؟ قال جبرئيل: ليس لك ذنب يغفرها لك (7)

(١) أشرنا إلى موضع الآية قبلا.
(٢) ص: ٥ - 7.
(3) المصدر خال عن قوله: مكة.
(4) لا ينافي هذا المعنى ما تقدم في الخبر السابق لان إرادة الجميع ممكن.
(5) عيون أخبار الرضا: 108 - 112. والآيات قد أشرنا إلى موضعها في صدر الباب.
(6) في المصدر: عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام عن أمير المؤمنين علي عليه السلام (7) تفسير فرات: 159.
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390