اللات والعزى، قال: فنزل جبرئيل عليه السلام فقال له: قرأت ما لم انزل عليك (1)، وأنزل عليه " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان (2) ".
وأما الخاصة (3) فإنه روى عن أبي عبد الله عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله أصابه خصاصة (4) فجاء إلى رجل من الأنصار فقال له: هل عندك من طعام؟ فقال: نعم يا رسول الله، وذبح له عناقا وشواه، فلما أدناه منه (5) تمنى رسول الله صلى الله عليه وآله أن يكون معه علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، فجاء أبو بكر وعمر، ثم جاء علي عليه السلام بعدهما، فأنزل الله في ذلك: " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي " ولا محدث (6) " إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته " يعني أبا بكر وعمر " فينسخ الله ما يلقي الشيطان " يعني لما جاء علي عليه السلام بعدهما، " ثم يحكم الله آياته للناس " يعني ينصر الله أمير المؤمنين عليه السلام، ثم قال: " ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة " يعني فلانا وفلانا " للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم " يعني إلى الامام المستقيم، ثم قال: " ولا يزال الذين كفروا في مرية منه " أي في شك من أمير المؤمنين حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم " قال: العقيم: الذي لا مثل له في الأيام، ثم قال: " الملك يومئذ لله يحكم بينهم فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم * والذين كفروا وكذبوا بآياتنا " قال: ولم يؤمنوا بولاية أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام " فأولئك لهم عذاب مهين " (7).
بيان: قال في النهاية: الغرانيق ههنا: الأصنام، وهي في الأصل المذكور من طير الماء، واحدها غرنوق وغرنيق سمي به لبياضه، وقيل: هو الكركي (8)، والغرنوق أيضا: