بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٧١
قوله تعالى: " لئن أشركت " قال السيد رضي الله عنه: قد قيل (1) في هذه الآية:
إن الخطاب للنبي صلى الله عليه وآله والمراد به أمته، وقد روي عن ابن عباس أنه قال: نزل القرآن على إياك (2) أعني واسمعي يا جارة.
وجواب آخر: أن هذا خبر يتضمن الوعيد، وليس يمتنع أن يتوعد الله على العموم، وعلى سبيل الخصوص من يعلم أنه لا يقع منه ما تناوله الوعيد، لكنه لابد أن يكون مقدورا له وجائزا بمعنى الصحة لا بمعنى الشك ولهذا يجعل جميع وعيد القرآن عاما لمن يقع منه ما تناوله الوعيد ولمن علم الله تعالى أنه لا يقع منه، وليس قوله تعالى: " لئن أشركت ليحبطن عملك " على سبيل التقدير والشرط بأكثر من قوله تعالى " لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا (3) " لان استحالة وجود ثان معه إذا لم يمنع من تقدير ذلك وبيان حكمه فأولى أن يسوغ تقدير وقوع الشرك الذي هو مقدور ممكن، وبيان حكمه.
والشيعة لها في هذه الآية جواب تتفرد به، وهو أن النبي صلى الله عليه وآله لما نص على أمير المؤمنين عليه السلام بالإمامة في ابتداء الامر (4) جاءه قوم من قريش فقالوا له: يا رسول الله إن الناس قريبوا عهد بالاسلام، ولا يرضون أن تكون النبوة فيك والخلافة في ابن عمك (5)، فلو عدلت بها إلى غيره لكان أولى، فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله ما فعلت ذلك برأيي فأتخير فيه، لكن الله تعالى أمرني به وفرضه علي، فقالوا له: فإذا لم تفعل ذلك مخافة الخلاف على ربك تعالى فأشرك معه في الخلافة رجلا من قريش تسكن الناس إليه ليتم لك أمرك، ولا يخالف الناس عليك، فنزلت الآية، والمعنى فيها لئن أشركت في الخلافة مع أمير المؤمنين عليه السلام غيره ليحبطن عملك، وعلى هذا التأويل السؤال قائم، لأنه إذا كان

(١) في المصدر: قد قلنا.
(٢) في المصدر: باءياك.
(٣) الأنبياء: ٢٢.
(4) لعله حين نزل " وأنذر عشيرتك الأقربين " فأنذرهم في دار أبى طالب رضي الله عنه ونص على خلافة علي عليه السلام حينئذ.
(5) ولذلك غصبوا خلافته بعده، بمزعمة أن النبوة والخلافة لا يجتمعان في بيت واحد.
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390