بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٦٣
أحدهما: أن نقول: إن هذه الكلمة باطلة.
والثاني: أن نقول: إنها ليست كلمة باطلة، أما على الوجه الأول فذكروا فيه طريقين: الأول قال ابن عباس في رواية عطاء: إن شيطانا يقال له: الأبيض أتاه على صورة جبرئيل عليه السلام، وألقى عليه هذه الكلمة فقرأها، فسمع المشركون ذلك و أعجبهم، فجاءه جبرئيل عليه السلام واستعرضه، فقرأ السورة فلما بلغ إلى تلك الكلمة قال جبرئيل عليه السلام: أنا ما جئتك بهذه، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنه أتاني آت على صورتك فألقاه (1) على لساني.
الطريق الثاني: قال بعض الجهال إنه صلى الله عليه وآله لشدة حرصه على إيمان القوم أدخل هذه الكلمة من عند نفسه، ثم رجع عنها، وهذان القولان لا يرغب فيهما مسلم البتة، لان الأول يقتضي أنه صلى الله عليه وآله ما كان يميز بين الملك المعصوم، والشيطان الخبيث.
والثاني: يقتضي أنه كان خائنا في الوحي، وكل واحد منهما خروج عن الدين.
وأما الوجه الثاني: وهو أن هذه الكلمة ليست باطلة، فههنا أيضا طرق:
الأول: أن يقال: الغرانيق هم الملائكة وقد كان ذلك قرآنا منزلا في وصف الملائكة فلما توهم المشركون أنه يريد آلهتهم نسخ الله تلاوته.
الثاني: أن يقال: إن المراد منه الاستفهام على سبيل الانكار، فكأنه قال: أشفاعتهن ترتجى؟
الثالث: أنه تعالى ذكر الاثبات وأراد النفي كقوله تعالى: " يبين الله لكم أن تضلوا (2) " أي لا تضلوا، كما يذكر النفي ويريد به الاثبات كقوله تعالى: " قل تعالوا أتل ما حرم عليكم ربكم أن لا تشركوا به (3) " والمعنى أن تشركوا، وهذان الوجهان الأخيران يعترض عليهما بأنه لو جاز ذلك بناء على هذا التأويل فلم لا يجوز أن يظهروا كلمة الكفر في جملة القرآن، أو في الصلاة بناء على التأويل، ولكن الأصل في الدين أن

(١) في المصدر: فألقاها.
(٢) النساء: ١٧٦.
(3) الانعام: 151، والصحيح كما في المصحف الشريف والمصدر: حرم ربكم عليكم.
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390