لا استلم؟ فدنا منه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: أسكن عليك السلام (1) غير مهجور، ودخل حائطا فنادته العراجين من كل جانب السلام عليك يا رسول الله، وكل واحد منها يقول: خذ مني، فأكل، ودنا من العجوة فسجدت فقال: " اللهم بارك عليها وانفع بها " فمن ثم روي أن العجوة من الجنة، وقال صلى الله عليه وآله: إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن ابعث إني لأعرفه الآن، ولم يكن صلى الله عليه وآله يمر في طريق يتبعه أحد إلا عرف أنه سلكه من طيب عرفه، ولم يكن يمر بحجر ولا شجر إلا سجد له (2).
بصائر الدرجات: محمد بن عبد الجبار إلى قوله: غير مهجور (3).
17 - قصص الأنبياء: الصدوق، عن عبد الله بن حامد، عن حامد بن محمد، عن علي بن عبد العزيز، عن محمد بن سعيد الاصفهاني، عن شريك، عن سماك، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله وقال: بم أعرف أنك رسول الله؟ قال: أرأيت إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة فأتاني أتشهد أني رسول الله؟ قال: نعم، قال: فدعا العذق فجعل العذق ينزل من النخل حتى سقط على الأرض، فجعل يبقر حتى أتى النبي صلى الله عليه وآله، ثم قال: ارجع فرجع حتى عاد إلى مكانه، فقال: اشهد أنك لرسول الله، وآمن، فخرج العامري يقول: يا آل عامر بن صعصعة والله لا أكذبه بشئ أبدا.
وكان رجل من بني هاشم يقال له: ركانة وكان كافرا من أفتك الناس، يرعى غنما له بواد يقال له: وادي إضم (4)، فخرج النبي صلى الله عليه وآله إلى ذلك الوادي فلقيه ركانة، فقال: لولا رحم بيني وبينك ما كلمتك حتى قتلتك، أنت الذي تشتم آلهتنا؟ ادع إلهك ينجيك مني، ثم قال: صار عني فإن أنت صرعتني فلك عشرة من غنمي، فأخذه النبي صلى الله عليه وآله وصرعه وجلس على صدره، فقال ركانة: فلست بي فعلت هذا، إنما فعله إلهك