بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٣٥٧
معجزات نبينا صلى الله عليه وآله، لأنه لم ير قبل زمانه، والدليل عليه أن الشعراء كانوا يمثلون في السرعة بالبرق والسيل، ولم يوجد في أشعارها بيت واحد فيه ذكر الكواكب المنقضة، فلما حدثت بعد مولده استعملت، قال ذو الرمة:
كأنه كوكب في إثر عفرية * مسوم في سواد الليل منقضب.
الضحاك (1) في قوله: " فارتقب يوم تأتي السماء بدخان " الآيات، كان الرجل لما به من الجوع يرى بينه وبين السماء كالدخان، وأكلوا الميتة والعظام (2)، ثم جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وقالوا: يا محمد جئت تأمر بصلة الرحم وقومك قد هلكوا، فسأل الله تعالى لهم الخصب والسعة، فكشف الله عنهم ثم عادوا إلى الكفر (3).
بيان: قال الجزري: العفارة: الخبث والشيطنة، ومنه الحديث إن الله يبغض العفرية النفرية: هو الداهي الخبيث الشرير (انتهى).
قوله: مسوم أي مرسل، وقال الجوهري: انقضب الشئ: انقطع، وتقول: انقضب الكوكب من مكانه، ثم ذكر هذا الشعر مستشهدا به.
13 - إعلام الورى: من معجزاته صلى الله عليه وآله أن القمر انشق له بنصفين بمكة في أول مبعثه، وقد نطق به القرآن (4)، وقد صح عن عبد الله بن مسعود أنه قال: انشق القمر حتى صار

(١) أي قال الضحاك. وكثيرا ما يسقط صاحب المناقب كلمة (قال) اعتمادا على الوضوح و دلالة السياق.
(٢) وذلك حين دعا صلى الله عليه وآله عليهم وقال: اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف عليه السلام فابتلاهم الله بالقحط والجوع تقدمت قصته.
(٣) مناقب آل أبي طالب ١: ٩٢ و ٩٣ طبعة النجف.
(٤) أقول القرآن نطق بان النبي قد شق القمر آية ومعجزة بمكة من اقتراح الناس فطاوعه القمر وانشق ولكن الناس الحاضرين رأوا وقالوا هذا سحر مستمر فيدل على أن القمر قد انشق:
دلالة الفعل الماضي من باب المطاوعة ويدل على أنه كان من اقتراح ناس حاضرين: اتيان ضمير الجمع في يروا - ويعرضوا بلا سبق لهم في الذكر ويدل على أن الشق كان بإشارة وامر النبي:
انشقاقها بعنوان الآية فان الآية إنما يكون عند ادعاء النبي وكذا لفظ الانشقاق فان المطاوعة إنما يستعمل عند ايقاع الفعل فكأنه قال شقه فانشق ويدل على كون ذلك بمكة: نزول السورة بمكة شرفها الله تعالى.
فالقرآن يصرح بأنه قد انشق القمر بمجمع من المشركين المعاندين في مكة فلو فرض انه لم يقع كانت الآية كذبا فكيف لم يعترضوا على النبي والقرآن بأنه كذب مع اصرارهم في تكذيبه.
(٣٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390