بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٢٠٣
الرسول صلى الله عليه وآله، ومعاني القرآن المنافية لطريقة الكهنة ومعاني أقوالهم (1) " فبأي حديث بعده " أي بعد القرآن " يؤمنون " إذا لم يؤمنوا به وهو معجز في ذاته، مشتمل على الحجج الواضحة والمعاني الشريفة (2).
قوله تعالى: " إنا أعطيناك الكوثر " أقول: هو فوعل صيغة مبالغة في الكثرة، والمراد به الكثرة في العلوم والمعارف والفضائل، والأخلاق الكريمة والآداب الحسنة، و الذرية الطيبة، والأوصياء والعلماء والاتباع والأمة، والدرجات الأخروية، والشفاعة، ولا يخفى وقوع ما يتعلق بالدنيا منها فهو من المعجزات.
وأما قوله: " إن شانئك هو الأبتر " فروي أنها نزلت في العاص بن وائل السهمي، وذلك أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وآله يخرج من المسجد فالتقيا عند باب بني سهم وتحدثا، وأناس من صناديد قريش جلوس في المسجد، فلما دخل العاص قالوا: من الذي كنت تحدث معه؟
قال: ذاك الأبتر، وكان قد توفي قبل ذلك عبد الله بن رسول الله صلى الله عليه وآله وهو من خديجة، وكانوا يسمون من ليس له ابن أبتر، فسمته قريش عند موت ابنه أبتر وصنبورا (3)، كذا روي عن ابن عباس، ففيه أيضا إعجاز بين، وكذا سورة تبت بتمامها تدل على عدم إيمان أبي لهب وزوجته، وقد ظهر صدقه فهو أيضا من المعجزات.
1 - تفسير علي بن إبراهيم: " وإن كنتم في ريب " أي في شك " وادعوا شهدائكم " يعني الذين عبدوهم وأطاعوهم من دون الله (4).
2 - تفسير علي بن إبراهيم: " قل للذين كفروا ستغلبون " فإنها نزلت بعد بدر، لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله من بدر أتى بني قينقاع وهم بناديهم (5)، وكان بها سوق يسمى سوق النبط فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا معشر اليهود قد علمتم ما نزل بقريش وهم أكثر عددا وسلاحا وكراعا منكم، فادخلوا في الاسلام، فقالوا: يا محمد إنك تحسب حربنا مثل حرب

(1) أنوار التنزيل 2: 546.
(2) أنوار التنزيل 2: 577.
(3) الصنبور بالضم: الرجل الضعيف الذليل بلا أهل ولا عقب ولا ناصر.
(4) تفسير القمي: 30.
(5) النادي: المجلس.
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390