بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٢٠٧
هاجر إلى المدينة وقد ظهر الاسلام كتب إلى ملك الروم كتابا، وبعث إليه رسولا يدعوه إلى الاسلام، وكتب إلى ملك فارس، كتابا وبعث إليه رسولا يدعوه إلى الاسلام، فأما، ملك الروم فإنه عظم كتاب رسول الله، وأكرم رسوله، وأما ملك فارس فإنه مزق كتابه، واستخف برسول الله صلى الله عليه وآله، وكان ملك فارس يومئذ يقاتل ملك الروم، وكان المسلمون يهوون أن يغلب ملك الروم ملك فارس، وكانوا لناحية ملك الروم أرجى منهم لملك فارس، فلما غلب ملك فارس ملك الروم كبا (1) لذلك المسلمون واغتموا، فأنزل الله: " ألم غلبت الروم في أدنى الأرض " يعني غلبتها فارس في أدنى الأرض وهي الشامات وما حولها، ثم قال: وفارس من بعد غلبهم الروم (2) سيغلبون في بضع سنين، قوله: " لله الامر من قبل " أن يأمر " ومن بعد " أن يقضي بما يشاء.
قوله: " ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء " قلت: أليس الله يقول:
" في بضع سنين " وقد مضى للمسلمين سنون كثيرة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وفي إمارة أبي بكر، وإنما غلبت المؤمنون فارس في إمارة عمر؟ قال: ألم أقل لك: إن لهذا تأويلا وتفسيرا؟
والقرآن يا با عبيدة ناسخ ومنسوخ، أما تسمع قوله: " لله الامر من قبل ومن بعد " يعني إليه المشية في القول أن (3) يؤخر ما قدم ويقدم (4) ما أخر إلى يوم يحتم القضاء بنزول النصر فيه على المؤمنين، وذلك قوله: " ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء (5) ".
الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، والعدة عن سهل جميعا عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبي عبيدة إلى قوله: وهي الشامات وما حولها، يعني وفارس (6) " من بعد غلبهم، الروم " سيغلبون " يعني يغلبهم المسلمون " في بضع سنين لله الامر من قبل

(1) في المصدر: المطبوع كره وفى طبعه الاخر: بكى، وفى نسختين مخطوطتين مثل ما في الصلب، ولعل الصحيح الثاني، وفى الكافي: كره ذلك.
(2) للروم خ ل. وفى المصدر: سيغلبون يعنى يغلبهم المسلمون.
(3) إن شاء يؤخر خ ل.
(4) وإن شاء يقدم خ ل.
(5) تفسير القمي: 498 و 499.
(6) في المصدر: " وهم " يعنى وفارس وهو الصحيح.
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390