بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٢٠٨
ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء " عز وجل، فلما غزا المسلمون فارس وافتتحوها فرح المسلمون بنصر الله عز وجل قال: قلت: أليس الله عز وجل يقول " في بضع سنين " وقد مضى للمؤمنين سنون كثيرة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وفي إمارة أبي بكر وإنما غلب المؤمنون فارس في إمارة عمر؟ فقال: ألم أقل لكم: إن لهذا تأويلا وتفسيرا، والقرآن يا با عبيدة ناسخ ومنسوخ، أما تسمع لقول الله عز وجل: " لله الامر من قبل و من بعد " يعني إليه المشية في القول أن يؤخر ما قدم ويقدم ما أخر في القول إلى يوم يحتم القضاء بنزول النصر فيه على المؤمنين، فذلك قوله عز وجل: " ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله " أي يوم يحتم القضاء بالنصر (1).
بيان: قال الفيروزآبادي: الكبوة: العثرة، والوقفة منك لرجل عند الشئ تكرهه " وقال البيضاوي: وقرئ " غلبت " بالفتح و " سيغلبون " بالضم، ومعناه أن الروم غلبوا على ريف الشام، والمسلمون سيغلبونهم، وفي السنة التاسعة من نزوله غزاهم المسلمون وفتحوا بعض بلادهم وعلى هذا يكون إضافة الغلب إلى الفاعل انتهى (2).
قوله عليه السلام: يعني غلبتها فارس، أقول: يحتمل وجهين:
الأول: أن يكون إضافة غلبتها في كلامه عليه السلام إضافة إلى المفعول، يعني مغلوبية الروم من فارس، أو يقرأ على صيغة الماضي المعلوم فيكون في قراءتهم عليهم السلام غلبت وسيغلبون " كلاهما على المجهول، فيكون مركبا من القراءتين، ولم ينقل عن أحد، ولكنه ليس بمستبعد ومثله كثير.
الثاني: أن يكون إضافة غلبتها إلى الفاعل، ويكون قراءتهم عليهم السلام موافقة لما نقلنا عن البيضاوي، فيكون إشارة إلى ثلاث وقائع: غلبة الروم على فارس في قوله:
" غلبت الروم " وغلبة فارس على الروم في قوله: " وهم من بعد غلبهم " فضمير " هم " راجع إلى فارس، لظهوره بقرينة المقام، وكذا ضمير " غلبهم " والإضافة في غلبهم إضافة إلى الفاعل،

(1) روضة الكافي: 269 و 270.
(2) أنوار التنزيل 2: 240.
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390