بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٢٠١
آخرون: إنه مجنون " إنا كاشفوا العذاب " بدعاء النبي صلى الله عليه وآله فإنه دعا فرفع القحط " قليلا " كشفا قليلا، أو زمانا قليلا، وهو ما بقي من أعمارهم " إنكم عائدون " إلى الكفر غب الكشف " يوم نبطش البطشة الكبرى " يوم القيامة، أو يوم بدر، ظرف لفعل دل عليه " إنا منتقمون " (1) وقال الطبرسي رحمه الله: إن رسول الله صلى الله عليه وآله دعا على قومه لما كذبوه، فقال: " اللهم سني (2) كسني يوسف " فأجدبت الأرض فأصابت قريشا المجاعة، وكان الرجل لما به من الجوع يرى بينه وبين السماء كالدخان، وأكلوا الميتة والعظام، ثم جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وقالوا: يا محمد جئت تأمرنا بصلة الرحم وقومك قد هلكوا، فسأل الله تعالى لهم بالخصب والسعة فكشف عنهم، ثم عادوا إلى الكفر، عن ابن مسعود والضحاك انتهى (3).
قوله تعالى: " سيقول لك المخلفون " أقول: هذا إخبار بما سيقع وقد وقع.
وقوله: " يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم " إخبار بما في ضميرهم، وكذا قوله:
" سيقول لك المخلفون " إخبار بما وقع بعد الاخبار من غزوة خيبر، وقولهم ذلك، كما سيأتي شرحه في غزوة الحديبية وغزوة خيبر.
وكذا قوله تعالى: " ستدعون إلى قوم اولي بأس شديد ":
قال الطبرسي رحمه الله: هم هوازن وحنين، وقيل: هم هوازن وثقيف، وقيل: هم بنو حنيفة مع مسيلمة، وقيل: هم أهل فارس، وقيل: هم الروم، وقيل: هم أهل صفين أصحاب معاوية، والصحيح أن المراد بالداعي في قوله: " ستدعون " هو النبي صلى الله عليه وآله، لأنه قد دعاهم بعد ذلك إلى غزوات كثيرة، وقتال أقوام ذوي نجدة وشدة (4)، مثل أهل خيبر، وحنين والطائف ومؤتة، وإلى تبوك وغيرها، فلا معنى لحمل ذلك على بعد وفاته (5).
وقال في قوله تعالى: " وأخرى لم تقدروا عليها " معناه ووعدكم الله مغانم أخرى

(1) أنوار التنزيل 2: 416.
(2) في المصدر: اللهم سنين كسني يوسف.
(3) مجمع البيان 9: 62.
(4) النجدة: الشجاعة. والشدة: البأس.
(5) مجمع البيان 9: 115.
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390