بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٢٠٠
اختلاف ولا تناقض، أو يشبه كتب الله المتقدمة، وإن كان أعم وأجمع وأنفع، وقيل: متشابها في حسن النظم، وجزالة اللفظ، وجودة المعاني " مثاني " سمي بذلك لأنه تثنى فيه القصص والاخبار والاحكام والمواعظ بتصريفها في ضروب البيان، ويثنى أيضا في التلاوة فلا يمل لحسن مسموعه " تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم " أي يأخذهم قشعريرة خوفا مما في القرآن من الوعيد " ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله " إذا سمعوا ما فيه من الوعد بالثواب والرحمة (1).
قوله تعالى: " وإنه لكتاب عزيز " قال البيضاوي: أي كثير النفع، عديم النظير، أو منيع لا يتأتي إبطاله وتحريفه " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه " لا يتطرق إليه الباطل من جهة من الجهات، أو مما فيه من الأخبار الماضية والأمور الآتية " ولو جعلناه قرآنا أعجميا " جواب لقولهم: هلا نزل القرآن بلغة العجم؟ " لقالوا لولا فصلت آياته " بينت بلسان نفقهه " أأعجمي وعربي " أكلام أعجمي ومخاطب عربي؟ إنكار مقرر للتحضيض (2).
قوله تعالى: " فارتقب " أي فانتظر لهم " يوم تأتي السماء بدخان مبين " أكثر المفسرين على أنه إخبار بقحط ومجاعة أصابتهم بسوء أعمالهم، فالمراد يوم شدة ومجاعة، فإن الجائع يرى بينه وبين السماء كهيئة الدخان من ضعف بصره، أو لان الهواء يظلم عام القحط لقلة الأمطار وكثرة الغبار، أو لان العرب تسمي الشر الغالب دخانا، وقد قحطوا حتى أكلوا جيف الكلاب وعظامها، وقيل: إشارة إلى ظهور الدخان المعدود من أشراط الساعة كما مر في كتاب المعاد " يغشى الناس " أي يحيط بهم. وقوله: " هذا عذاب أليم " إلى قوله: " مؤمنون " مقدر بقول وقع حالا وإنا مؤمنون وعد بالايمان إن كشف العذاب عنهم " أنى لهم الذكرى " من أين لهم؟ وكيف يتذكرون لهذه الحال؟ " وقد جاءهم رسول مبين " يبين لهم ما هو أعظم منها في إيجاب الادكار من الآيات والمعجزات ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون " قال بعضهم: يعلمه غلام أعجمي لبعض ثقيف، وقال

(1) مجمع البيان 8: 495.
(2) أنوار التنزيل 2: 390.
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390