بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٢٠٢
لم تقدروا عليها بعد، أو قرية أخرى لم تقدروا عليها قد أعدها الله لكم، وهي مكة، و قيل: هي ما فتح الله على المسلمين بعد ذلك إلى اليوم، وقيل: المراد فارس والروم، قالوا:
إن النبي صلى الله عليه وآله بشرهم كنوز كسرى وقيصر، وما كانت العرب تقدر على قتال فارس و الروم وفتح مدائنها، بل كانوا خولا (1) لهم حتى قدروا عليها بالاسلام " قد أحاط الله بها " أي قدر الله عليها وأحاط بها علما انتهى (2).
أقول: وكذا قوله تعالى: " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق " إخبار بالعيب كما سيأتي تفسيره.
قوله تعالى: " أم يقولون تقوله " قال البيضاوي: أي اختلفه من تلقاء نفسه " بل لا يؤمنون " فيرمون بهذه المطاعن لكفرهم وعنادهم " فليأتوا بحديث مثله " مثل القران " إن كانوا صادقين " في زعمهم، إذ فيهم كثير ممن عدوا فصحاء، فهو رد للأقوال المذكورة بالتحدي انتهى (3).
قوله تعالى: " عذابا دون ذلك " أقول: على قول من قال: إن المراد به القتل يوم بدر أو القحط سبع سنين فهو أيضا إخبار بالغيب، وقد وقع، وكذا قوله تعالى، " سيهزم الجمع ويولون الدبر " إشارة إلى غزوة بدر، وهو من المعجزات، وكذا قوله: " والله متم نوره " وقوله: " ليظهره على الدين كله " وقد مر بيانه، وكذا قوله: " ولا يتمنونه أبدا " كما مر.
قال البيضاوي: " وما هو بقول شاعر: كما تزعمون تارة " قليلا ما تؤمنون " تصدقون لما ظهر لكم صدقه تصديقا قليلا لفرط عنادكم " ولا بقول كاهن " كما تزعمون أخرى " قليلا ما تذكرون " تذكرون تذكرا قليلا، فلذلك يلتبس الامر عليكم، و ذكر الايمان مع نفي الشاعرية، والتذكر مع الكاهنية، لأن عدم مشابهة القرآن للشعر أمر بين لا ينكرها إلا معاند، بخلاف مباينته للكهانة فإنها تتوقف على تذكر أحوال

(1) الخول: العبيد والإماء وغيرهم من الحاشية.
(2) مجمع البيان 9: 123.
(3) أنوار التنزيل 2: 470.
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390