بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ١٨٩
وقال في قوله تعالى: " ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين " بعد أن ذكر وجوها:
الرابع: قال ابن عباس: كانت امرأة حسناء تصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وآله، فكان قوم يتقدمون إلى الصف الأول لئلا يروها، وآخرون يتخلفون ويتأخرون ليروها إذا ركعوا، ويجافون أيديهم (1) لينظروا من تحت آباطهم، فأنزل الله هذه الآية.
انتهى (2).
أقول: فعلى هذا فيه إخبار بأسرار القوم قوله تعالى: " وإذا بدلنا آية مكان آية " المراد به النسخ " والله أعلم بما ينزل " اعتراض دخل في الكلام، والمعنى الله أعلم بما ينزل من الناسخ والمنسوخ، والتغليظ و التخفيف في مصالح العباد، وهذا توبيخ للكفار على قولهم: " إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون " أي حقيقة القرآن وفائدة النسخ.
" قل نزله روح القدس " قال في الكشاف: أي جبرئيل، أضيف إلى القدس وهو الطهر، والمراد الروح المقدس " ليثبت الذين آمنوا " أي ليبلوهم بالنسخ حتى إذا قالوا فيه: هو الحق من ربنا، حكم لهم بثبات القدم في الدين (3).
قوله: " إنما يعلمه بشر " قال الرازي: اختلف في هذا البشر (4)، قيل: هو عبد لبني عامر بن لؤي يقال له: يعيش، وكان يقرأ الكتب، وقيل: عداس غلام عتبة بن ربيعة، و قيل: عبد بني الحضرمي صاحب كتب وكان اسمه خيرا (5)، وكانت قريش تقول: عبد

(1) في المصدر: وإذا ركعوا جافوا أيديهم.
(2) مفاتيح الغيب 5: 264.
(3) الكشاف 2: 495.
(4) في المصدر: واختلفوا في هذا البشر الذي نسب المشركون النبي صلى الله عليه وآله وإلى التعلم منه.
(5) في المصدر: جبرا وقال الطبرسي: قال عبد الله بن مسلم كان غلامان في الجاهلية نصرانيان من أهل عين التمر، اسم أحدهما يسار، واسم الاخر خير، كانا صيقلين يقرءان كتابا لهما بلسانهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله ربما مر بهما واستمع لقراءتهما، فقالوا: إنما يتعلم منهما.
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390