بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ١٨٦
أنها مطابقة لما في التوراة والإنجيل، مع أنه ما طالعها ولا تلمذ لاحد فيها، فليس إلا بوحي منه تعالى.
والثاني: أن كتب الله المنزلة دلت على مقدم محمد صلى الله عليه وآله، وإذا كان الامر كذلك كان مجيئه صلى الله عليه وآله تصديقا لما في تلك الكتب.
الثالث: أنه أخبر في القرآن عن الغيوب الكثيرة في المستقبل، فوقعت مطابقة لذلك الخبر، كقوله تعالى: " ألم غلبت الروم (1) " وكقوله تعالى: لقد صدق الله رسوله الرؤيا (2) " وكقوله: " وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض (3) " وذلك يدل على أن الاخبار عن هذه الغيوب إنما حصلت بالوحي من الله تعالى بين يديه (4).
والنوع الثاني من الدلائل قوله تعالى: " وتفصيل كل شئ " وتحقيقه أن العلوم إما أن تكون دينية أولا، ولا شك أن الأول أرفع حالا وأعظم شأنا من الثاني، وأما الدينية فإما أن تكون علم العقائد والأديان، وإما أن تكون علم الاعمال، فالأول هو معرفة الله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وأما معرفة الله فهي عبارة عن معرفة ذاته، وصفة جلاله، وصفة إكرامه، ومعرفة أفعاله، ومعرفة أحكامه، ومعرفة أسمائه، والقرآن مشتمل على دلائل هذه المسائل وتفاريعها وتفاصيلها على وجه لا يساويه شئ من الكتب، بل لا يقرب منه شئ من المصنفات، وأما علم الاعمال فهو إما علم التكاليف المتعلقة بالظواهر وهو الفقه، ومعلوم أن جميع الفقهاء إنما استنبطوا مباحثهم عن القرآن، وإما علم بصفة الباطن (5) ورياضة القلوب، وقد حصل في القرآن من مباحث هذا العلم ما لا يكاد يوجد في غيره، فثبت أن القرآن مشتمل على تفاصيل جميع العلوم الشريفة عقليها ونقليها اشتمالا يمتنع حصوله في سائر الكتب، فكان ذلك معجزا.
وأما قوله: " لا ريب فيه من رب العالمين " فتقريره أن الكتاب الطويل المشتمل

(١) الروم: ١.
(٢) الفتح: ٢٧.
(٣) النور: ٥٥.
(4) في العبارة سقط، والموجود في المصدر: وذلك يدل على أن الاخبار عن هذه الغيوب المستقبلة إنما حصل بالوحي من الله تعالى، فكان ذلك عبارة عن تصديق الذي بين يديه.
(5) في المصدر: بتصفية الباطن.
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390