بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ١٨٨
وثالثها: أنه تحداهم بسورة واحدة.
ورابعها: أنه تحداهم بحديث مثله (1).
وخامسها: أن في تلك المراتب الأربعة كان يطلب أن يأتي بالمعارضة رجل يساوى رسول الله صلى الله عليه وآله في عدم التلمذ والتعلم، ثم في سورة يونس طلب منهم معارضة سورة واحدة من أي إنسان سواه، تعلم العلوم أو لم يتعلمها.
وسادسها: أن في المراتب المتقدمة تحدى كل واحد من الخلق، وفي هذه المرتبة تحدى جميعهم، وجوز أن يستعين البعض بالبعض في الاتيان بهذه المعارضة، كما قال:
" وادعوا من استطعتم من دون الله (2) ".
وقال في قوله: " تلك من أنباء الغيب ": أي من الاخبار التي كانت غائبة عن الخلق ما كنت تعرف هذه القصة أنت ولا قومك.
فإن قيل: أليس كان قصة نوح مشهورة عند أهل العالم؟
قلنا: بحسب الاجمال كانت مشهورة، وأما التفاصيل المذكورة فما كانت معلومة (3).
وقال في قوله: " لولا انزل عليه آية من ربه ": اعلم أن من الناس من زعم أنه لم يظهر معجز في صدق محمد صلى الله عليه وآله سوى القرآن لدلالة هذا الكلام عليه، والجواب عنه من وجهين:
الأول: لعل المراد منه طلب معجزات سوى التي شاهدوها منه صلى الله عليه وآله، كحنين الجزع، ونبوع الماء من بين أصابعه، وإشباع الخلق الكثير من الطعام القليل، وطلبوا منه معجزات غيرها، مثل فلق البحر، وقلب العصا ثعبانا (4).
والثاني: أنه لعل الكفار ذكروا هذا الكلام قبل مشاهدة سائر المعجزات (5).

(1) في قوله: " فليأتوا بحديث مثله " الطور: 34.
(2) مفاتيح الغيب 4: 844 - 847.
(3) مفاتيح الغيب 5: 65.
(4) أو طلبوا منه أمورا غير ممكنة كنزول الملائكة عيانا (5) مفاتيح الغيب 5: 182.
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390