بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٣١٩
وطوبى لمن اتبعه (1)، فلم يبق أحد من بني هاشم إلا فرح بما ذكرت الزرقاء، ووعدوها بخير (2)، فقالت لهم: لست محتاجة إلى مال ولا رفاد، ولكن ما جئت من الأقطار إلا لأخبركم بحقيقة الأخبار (3)، فقال أبو طالب: قد وجب حقك علينا، فهل لك من حاجة؟ قالت:
نعم، أريد أن تجمع بيني وبين آمنة حتى أتحقق ما أخبركم به، قال: سمعا " وطاعة "، فجاء بها إلى منزل آمنة، فطرق الباب، فقامت آمنة لفتح الباب فلاح من وجهها نور ساطع، وضياء لامع فسقطت (4) الزرقاء حسدا "، وأظهرت تجلدا "، فلما دخلت المنزل أتوها بطعام فلم تأكل، وقالت: سوف يكون لمولودكم هذا عجب عجيب، وسوف تسقط الأصنام، وتخمد الأزلام، وينزل على عبادها الدمار، ويحل بهم البوار (5)، ثم إنها خرجت من المنزل متفكرة في قتل آمنة، وكيف تعمل الحيلة، وجعلت تتردد إلى سطيح وتطلب منه المساعدة، فلم يلتفت إليها ولا إلى قولها، فأقبلت حتى نزلت على امرأة من الخزرج اسمها تكنا (6)، وكانت ماشطة لآمنة، فلما كان في بعض الليالي استيقظت تكنا فرأت عند رأس الزرقاء شخصا " يحدثها، ويقول:
كاهنة اليمامة * جاءت بذي تهامة

(1) لمن اتبعه وعاضده خ ل. وفي المصدر: طوبى لمن تبعه وعاضده، والويل لمن خالفه وعانده.
(2) في المصدر: بما قالت الزرقاء ووعدها خيرا.
(3) في المصدر: فقالت لهم: ما أنا ذات فقر ولا إملاق، وإني لكثير المال، جاهى طويل، ومالي جزيل، وما أزعجني عن الأوطان واتاني إلى هذا المكان الا أبشركم.
(4) فتقطعت خ ل وفي المصدر: فقطعت.
(5) في المصدر: فلما دخلت المنزل واستقر بها الجلوس أتوها بالطعام فأبت أن تأكل، وقال ما آكل زادكم، ولا أخرج من بلادكم حتى أنظر ما يكون من ولدكم، وسترون ما يظهر عند مولده من العجائب، من سقوط الأصنام، وما ينزل بمعاديه من الدمار.
(6) هكذا في النسخة. وفي المصدر، وكذا فيما يأتي، والصحيح تكنى، قال الفيروزآبادي:
تكنى بالضم: اسم امرأة.
(٣١٩)
مفاتيح البحث: بنو هاشم (1)، القتل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 ... » »»
الفهرست