بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٢٨٩
موكب بعد موكب وسلموا عليه، وقالوا: السلام عليك يا محمد، السلام عليك يا محمود، السلام عليك يا أحمد، السلام عليك يا حامد.
قال الواقدي: فلما دخل (1) من الليل ثلثه أمر الله تعالى جبرئيل عليه السلام أن يحمل من الجنة أربعة أعلام، فحمل جبرئيل الاعلام ونزل إلى الدنيا، ونصب علما " أخضر على جبل قاف مكتوبا " (1) عليه بالبياض سطران: لا إله إلا الله، محمد رسول الله صلى الله عليه وآله، ونصب علما " آخر على جبل أبي قبيس له ذؤابتان مكتوب على واحدة منهما: شهادة أن لا إله إلا الله، وفي الثانية: لادين إلا دين محمد بن عبد الله، ونصب علما " آخر على سطح بيت الله الحرام له ذؤابتان مكتوب على واحدة منهما: طوبى لمن آمن بالله وبمحمد، والويل لمن كفر به ورد عليه حرفا " مما يأتي به من عند ربه، ونصب علما " آخر على ضراح (3) بيت الله المقدس وهو أبيض عليه خطان مكتوبان بالسواد، الأول: لا غالب إلا الله، والثاني: النصر لله ولمحمد صلى الله عليه وآله.
قال الواقدي: وذهب إستحيائيل ووقف على ركن جبل أبي قبيس ونادى بأعلى صوته:
يا أهل مكة آمنوا بالله ورسوله، والنور الذي أنزلنا، وأمر الله غمامة أن ترفع فوق بيت الله الحرام، وتنثر على البيت الحرام ريش الزعفران والمسك والعنبر، وتمطر على البيت، فلما أصبحوا رأوا ريش الزعفران والمسك والعنبر، وارتفعت الغمامة وأمطرت على البيت، وخرجت الأصنام من بيت الله الحرام، وجاؤا إلى عند الحجر وانكبوا على وجوههم، وجاء جبرئيل بقنديل أحمر له سلسلة من جزع أصفر، وهو يشتعل بلا دهن بقدرة الله تعالى.
قال الواقدي: وبرق من وجه النبي صلى الله عليه وآله برق وذهب في الهواء حتى التزق بعنان السماء، وما بقي بمكة دار ولا منظر إلا دخله ذلك النور، ممن سبق في قدر الله تعالى وعلمه أنه يؤمن بالله، وبرسوله محمد صلى الله عليه وآله، وما بقي في تلك الليلة كتاب من التوراة والإنجيل والزبور ومما كان فيه اسمه صلى الله عليه وآله أو نعته إلا وقطر تحت اسمه قطرة دم، وقال:

(1) مضى خ ل.
(2) في المصدر: مكتوب وهو الصحيح.
(3) سطح خ ل، وفي المصدر: صريح. قلت: ولعله مصحف ضريح.
(٢٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 ... » »»
الفهرست