سجدوا لله شكرا " لما أتى على النبي الزكي الرضي المرضي في بطن أمه خمسة أشهر (1)، وهذا الصبي قد سجد لله، قال حبيب: فتركت الصبي ودخلت مكة وبينت ذلك لعبد المطلب، وعبد المطلب يقول: اكتم هذا الاسم، فإن لهذا الاسم أعداء، قال: وذهب حبيب إلى صومعته فإذا الصومعة تهتز ولا تستقر، وإذا على محرابه مكتوب وعلى محراب كل راهب: يا أهل البيع والصوامع آمنوا بالله وبرسوله محمد بن عبد الله، فقد آن خروجه، فطوبى ثم طوبى لمن آمن به، والويل كل الويل لمن كفر به، ورد عليه حرفا " مما يأتي به من عند ربه، قال حبيب: فقلت: السمع والطاعة، إني لمؤمن وطائع غير منكر.
قال الواقدي: فلما أتى على رسول الله صلى الله عليه وآله في بطن أمه ستة أشهر خرج أهل المدينة واليمن إلى العيد، وكان رسمهم أنهم يمرون في كل سنة ستة أعياد، وكانوا يذهبون عند شجرة عظيمة يقال لها: ذات أنواط، وهي التي سماها الله تعالى في كتابه (ومناة الثالثة الأخرى) فذهبوا في ذلك وأكلوا وشربوا وفرحوا وتقاربوا من الشجرة، وإذا " بصيحة عظيمة من وسط الشجرة وهو هاتف يقول (2): يا أهل اليمن، ويا أهل اليمامة، ويا أهل البحرين، ويا من عبد الأصنام، ويا من سجد للأوثان، جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا، يا قوم قد جاءكم الهلاك، قد جاءكم التلف، قد جاءكم الويل والثبور، قال: ففزعوا من ذلك وانهزموا راجعين إلى منازلهم متحيرين متعجبين من ذلك.
قال الواقدي: فلما أتى على رسول الله صلى الله عليه وآله في بطن أمه سبعة أشهر جاء سواد بن قارب إلى عبد المطلب، وقال له: اعلم با أبا الحارث أني كنت البارحة بين النوم واليقظة، فرأيت أبواب السماء مفتحة، ورأيت الملائكة ينزلون إلى الأرض، معهم ألوان الثياب يقولون: زينوا الأرض فقد قرب خروج من اسمه محمد، وهو نافلة (3) عبد المطلب رسول الله