بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٢٨٤
عبد الله، فجاء بعد ذلك عبد المطلب إلى دار آمنة وطيب قلبها، ووهب لها في ذلك الوقت ألف درهم بيض، وتاجين قد اتخذهما عبد مناف لبعض بناته، وقال لها: يا آمنة لا تحزني فإنك عندي جليلة، لأجل من في بطنك ورحمك، فلا تهتك (1) أمرك، فسكتت (2) وطيب قلبها.
قال الواقدي: فلما أتى على رسول الله صلى الله عليه وآله في بطن أمه شهران أمر الله تعالى مناديا " في سماواته وأرضه أن ناد (3) في السماوات والأرض والملائكة: أن استغفروا لمحمد صلى الله عليه وآله وأمته، كل هذا ببركة النبي صلى الله عليه وآله.
قال الواقدي: فلما أتى على رسول الله صلى الله عليه وآله في بطن أمه ثلاثة أشهر كان أبو قحافة راجعا " من الشام، فلما بلغ قريبا " من مكة وضعت ناقته جمجمتها على الأرض ساجدة "، و كان بيد أبي قحافة قضيب فضربها بأوجع ضرب، فلم ترفع رأسها، فقال أبو قحافة: فما أرى ناقة تركت صاحبها، وإذا " بهاتف يهتف ويقول: لا تضرب يا أبا قحافة من لا يطيعك، ألا ترى أن الجبال والبحار والأشجار سوى الآدميين سجدوا لله، فقال أبو قحافة: يا هاتف وما السبب في ذلك؟ قال اعلم أن النبي الأمي قد أتى عليه في بطن أمه ثلاثة أشهر، قال أبو قحافة: ومتى يكون خروجه؟ قال: سترى يا أبا قحافة إن شاء الله تعالى، فالويل كل الويل لعبدة الأصنام من سيفه وسيف أصحابه، فقال أبو قحافة: فوقفت ساعة حتى رفعت الناقة رأسها، وجئت إلى عبد المطلب فأخبرته.
قال الواقدي: فلما أتى على رسول الله صلى الله عليه وآله أربعة أشهر كان زاهد على الطريق من الطائف، وكان له صومعة بمكة على مرحلة، قال: فخرج الزاهد وكان اسمه حبيبا، فجاء إلى بعض أصدقائه بمكة، فلما بلغ أرض الموقف، إذا " بصبي قد وضع جبينه على الأرض، وقد سجد على جمجمته، قال حبيب: فدنوت منه فأخذته، وإذا " بهاتف يهتف و يقول: خل عنه يا حبيب، ألا ترى إلى الخلائق من البر والبحر والسهل والجبل قد

(1) فلا يهمنك خ ل.
(2) في المصدر: فسكنت.
(3) أن نادى خ ل وهو الموجود في المصدر.
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»
الفهرست