بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٢٩١
بخط أسود: بسم الله الرحمن الرحيم: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا " ومبشرا " ونذيرا " وداعيا " إلى الله بإذنه وسراجا " منيرا.
قال الواقدي: فتعجب الناس من ذلك وبقيت الجلل على البيت أربعين يوما "، فذهب رجل من آل إدريس وكان بيده مد سمنا (1) فتمسح بذلك الجلل والتحف به فارتفع الجلل من ليلته، ولو لم يلتحف به لبقي على بيت الله الحرام هذا الديباح إلى يوم القيامة.
قال الواقدي: فاجتمع رؤساء بني هاشم وذهبوا إلى حبيب الراهب وقالوا: يا حبيب بين لنا خبر هذا الجلل وإخراج الأصنام من جوف بيت الله الحرام، والكواكب السائرات، والبرق الذي برق في هذه الليلة، والجلبات التي سمعنا مما هي (2)، فقال حبيب: أنتم تعلمون أن ديني ليس دينكم، وأنا أقول الحق، إن شئتم فاقبلوا، وإن شئتم لا تقبلوا، ما هذه العلامات إلا علامات نبي مرسل في زمانكم، ونحن وجدنا في التوراة ذكر وصفه وفي الإنجيل نعته، وفي الزبور اسمه، واسمه في الصحف، وهو الذي يبطل عبادة الأوثان والأصنام، ويدعو إلى عبادة الرحمن، ويكون على العلم قاطع السيف، طاعن الرمح (3)، نافذ السهم، تخضع له ملوك الدنيا وجبابرتها، فالويل الويل لأهل الكفر والطغيان، وعبدة الأوثان من سيفه ورمحه وسهمه. فمن آمن به نجا، ومن كفر به هلك، فقام الخلق من عنده مغمومين مكروبين، ورجعوا إلى مكة محزونين.
قال الواقدي: وأصبح عبد المطلب اليوم الثاني ودعا بآمنة وقال لها: هاتي ولدي، وقرة عيني، وثمرة فؤادي، فجائت آمنة ومحمد على ساعدها، فقال عبد المطلب: اكتميه يا آمنة ولا تبديه لاحد، فإن قريشا " وبني أمية يرصدون في أمره، قالت آمنة: السمع والطاعة، فجاء عبد المطلب ومحمد على ساعده، وأتى به إلى بيت الله الحرام، وأراد أن يمسح بدنه باللات و العزى لتسكن دمدمة (4) قريش وبني هاشم (5)، ودخل عبد المطلب بيت الله الحرام، فلما وضع

(1) يده مدسما خ ل.
(2) في المصدر: فماهى.
(3) في المصدر: طاعن بالرمح.
(4) في المصدر: الدمدمة: الغضب.
(5) وبنو هاشم خ ل وهو الموجود في المصدر، أي لتسكن بنو هاشم ولا يظهرون على قريش أمرا يوجب البغض والعداوة.
(٢٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»
الفهرست