بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٢٠٤
أعرف بين أصحابه في السماء (1) من الشمس الطالعة (2).
20 - إكمال الدين: أحمد بن محمد بن الحسين، عن محمد بن يعقوب بن يوسف، عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي، عن يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق بن بشار المدني (3) قال:
كان زيد بن عمرو بن نفيل (4) أجمع على الخروج من مكة يضرب في الأرض، ويطلب الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام، وكانت امرأته صفية بنت الحضرمي كلما أبصرته قد نهض إلى الخروج وأراده آذنت به الخطاب بن نفيل (5)، فخرج زيد إلى الشام يلتمس ويطلب في أهل الكتاب (6) دين إبراهيم عليه السلام ويسأل عنه، فلم يزل في ذلك فيما يزعمون حتى أتى الموصل والجزيرة كلها، ثم أقبل حتى أتى الشام فجال فيها حتى أتى راهبا " من أهل البلقاء فتبعه، كان ينتهي إليه علم النصرانية فيما يزعمون، فسأله عن الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام فقال له الراهب: إنك لتسأل عن دين ما أنت بواجد من يحملك عليه اليوم، لقد درس علمه، وذهب من كان يعرفه، ولكنه قد أظلك خروج نبي يبعث بأرضك التي خرجت منها بدين إبراهيم الحنيفية، فعليك ببلادك فإنه مبعوث، الآن هذا زمانه (7)، ولقد كان شام اليهودية والنصرانية فلم يرض شيئا " منهما، فخرج مسرعا " حين قال له الراهب ما قال يريد مكة حتى إذا كان بأرض لخم عدوا عليه فقتلوه، فقال ورقة بن نوفل (8) وكان قد اتبع مثل

(1) في المصدر: هو أعرف من بين أصحابه في السماوات.
(2) كمال الدين: 111 و 112 (3) في المصدر: المديني، والصحيح: محمد بن إسحاق بن يسار بالياء والسين المهملة، وهو مؤلف السيرة التي ينقل عنه ابن هشام في سيرته كثيرا.
(4) هو زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن عبد الله بن قرط بن رياح بن رزاح بن عدي بن كعب بن لوى.
(5) وكان الخطاب بن نفيل عمه وأخاه لامه، وكان يعاتبه على فراق دين قومه، وكان الخطاب قد وكل صفية به وقال: إذا رأيته قد هم بأمر فأذنيني به. قال ابن هشام في السيرة.
(6) الكتاب الأول خ ل وهو الموجود في المصدر.
(7) في المصدر: ألا ان هذا زمانه.
(8) هو ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لوى، وكان ممن رفض الجاهلية، يلتمس الحنيفية من دين إبراهيم عليه السلام، وترك عبادة الأوثان والأصنام.
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»
الفهرست