بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ١٦٥
فلم يحفر إلا ذراعا " حتى تجلاه النوم فرأى رجلا " طويل الباع (1)، حسن الشعر، جميل الوجه، جيد الثوب، طيب الرائحة يقول (2): احفر تغنم، وجد تسلم، ولا تذخرها للمقسم، الأسياف لغيرك، والتبر (3) لك، أنت أعظم العرب قدرا "، ومنك يخرج نبيها ووليها والأسباط، والنجباء الحكماء العلماء البصراء، والسيوف لهم، وليسوا اليوم منك ولا لك، ولكن في القرن الثاني منك، بهم ينير الله الأرض، ويخرج الشياطين من أقطارها، ويذلها في عزها، ويهلكها بعد قوتها، ويذل الأوثان ويقتل عبادها حيث كانوا، ثم يبقى بعده نسل من نسلك هو أخوه ووزيره ودونه في السن، وقد كان القادر على الأوثان، لا يعصيه حرفا "، ولا يكتمه شيئا "، ويشاوره في كل أمر حجم عليه (4)، واستعيا عنها عبد المطلب فوجد ثلاثة عشر سيفا " مسندة إلى جنبه فأخذها، وأراد أن يبث (5) فقال: وكيف ولم أبلغ الماء، ثم حفر فلم يحفر شبرا " (6) حتى بداله قرن الغزال ورأسه فاستخرجه وفيه طبع: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله، فلان خليفة الله، فسألته فقلت: فلان متى كان؟ قبله أو بعده؟
قال: لم يجئ بعد، ولا جاء شئ من أشراطه (7)، فخرج عبد المطلب وقد استخرج الماء وأدرك وهو يصعد، فإذا أسود له ذنب طويل يسبقه بدارا " إلى فوق، فضربه فقطع أكثر ذنبه، ثم طلبه ففاته، وفلان قاتله إن شاء الله، ومن رأي عبد المطلب أن يبطل الرؤيا التي رآها في البئر، ويضرب السيوف صفايح للبيت (8)، فأتاه الله بالنوم فغشيه وهو في حجر الكعبة فرأى ذلك الرجل بعينه وهو يقول: يا شيبة الحمد احمد ربك، فإنه سيجعلك

(1) الباع: قدر مد اليدين، يقال: طويل الباع ورحب الباع، أي كريم مقتدر.
(2) في المصدر: وهو يقول.
(3) البئر لك خ ل.
(4) هجم عليه: انتهى إليه بغتة على غفلة منه.
(5) أن يثب خ ل، وهو الموجود في المصدر.
(6) في المصدر: إلا شبرا.
(7) الاشراط: العلامات.
(8) مفاتيح للبيت خ ل وفي المصدر: صفايح البيت.
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»
الفهرست