بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ١٧٦
لما بين يدي من التوراة ومبشرا " برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين * ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الاسلام والله لا يهدي القوم الظالمين 6 و 7.
تفسير: قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى: (ولما جاءهم كتاب من عند الله): قال ابن عباس: كانت اليهود (يستفتحون) أي يستنصرون على الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وآله قبل مبعثه، فلما بعثه الله من العرب ولم يكن من بني إسرائيل كفروا به وجحدوا ما كانوا يقولونه فيه، فقال لهم معاذ بن جبل وبشر بن البراء بن معرور: يا معشر اليهود اتقوا الله وأسلموا، فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد ونحن أهل الشرك وتصفونه وتذكرون أنه مبعوث، فقال سلام بن مشكم (1) أخو بني النضير: ما جاءنا بشئ نعرفه، وما هو بالذي كنا نذكر لكم، فأنزل الله تعالى هذه الآية (2).
وفي قوله: (مصدق لما معهم): مصدق لكتبهم من التوراة والإنجيل، لأنه جاء على الصفة التي تقدم بها البشارة (3).
وفي قوله: (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين): روي عن أمير المؤمنين عليه السلام وابن عباس وقتادة أن الله تعالى أخذ الميثاق على الأنبياء قبل نبينا أن يخبروا أممهم بمبعثه ونعته، ويبشروهم، به، ويأمروهم بتصديقه، وقال طاؤوس: أخذ الله الميثاق على الأنبياء على الأول والاخر، فأخذ ميثاق الأول بما جاء (4) به الاخر.
وقال الصادق عليه السلام: تقديره وإذ أخذ الله ميثاق أمم النبيين بتصديق نبيها، و العمل بما جاءهم به، وإنهم خالفوه بعد ما جاء وما وفوا به، وتركوا كثيرا " من شرائعه، وحرفوا كثيرا " منها. والإصر: العهد (5).
وفي قوله تعالى: (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب) قيل: أراد به اليهود،

(1) في المصدر: سلام بن مسلم.
(2) مجمع البيان 1: 158.
(3) مجمع البيان 1: 169 وفيه تقدمت بها البشارة.
(4) في المصدر: لتؤمنن بما جاء به الاخر.
(5) مجمع البيان 2: 68.
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست