بيان: قال البيضاوي: " ولما بلغ أشده " أي مبلغه الذي لا يزيد عليه نشوؤه، وذلك من ثلاثين إلى أربعين سنة، فإن العقل يكمل حينئذ، وروي أنه لم يبعث نبي إلا على رأس أربعين، واستوى قده أو عقله. (1) أقول: المعتمد ما ورد في الخبر.
20 - نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين عليه السلام بعد الحث على التأسي بالرسول: وإن شئت ثنيت بموسى كليم الله عليه السلام إذ يقول: " رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير " والله ما سأله إلا خبزا يأكله، لأنه كان يأكل بقلة الأرض، ولقد كانت خضرة البقل ترى من شفيف صفاق بطنه لهزاله وتشذب لحمه.
بيان: الصفاق: الجلد الباطن الذي فوقه الجلد الظاهر من البطن. وشفيفه: رقته وتشذب اللحم: تفرقه.
21 - نهج البلاغة: الذي كلم موسى تكليما، وأراه من آياته عظيما، بلا جوارح ولا أدوات ولا نطق ولا لهوات.
أقول: قال الثعلبي في كتاب عرائس المجالس: لما مات الريان بن الوليد فرعون مصر الأول صاحب يوسف عليه السلام وهو الذي ولى يوسف عليه السلام خزائن أرضه وأسلم على يديه، فلما مات ملك بعده قابوس بن مصعب صاحب يوسف الثاني، فدعاه يوسف إلى الاسلام فأبى وكان جبارا وقبض الله تعالى يوسف عليه السلام في ملكه وطال ملكه ثم هلك، وقام بالملك بعده أخوه أبو العباس الوليد بن مصعب بن الريان بن أراشة بن ثروان بن عمرو بن فاران بن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح، وكان أعتى من قابوس وأكبر وأفجر، وامتدت أيام ملكه. وأقام بنو إسرائيل بعد وفاة يوسف عليه السلام وقد نشروا وكثروا وهم تحت أيدي العمالقة وهم على بقايا من دينهم مما كان يوسف ويعقوب وإسحاق وإبراهيم شرعوا فيهم من الاسلام متمسكين به حتى كان فرعون موسى الذي بعثه الله إليه، وقد ذكرنا اسمه ونسبه ولم يكن منهم (2) فرعون أعتى على الله تعالى ولا أعظم قولا ولا أقسى قلبا ولا أطول عمرا في ملكه ولا أسوأ