بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٤٤٩
محن الصالحين إنما كانت لذنوب بني إسرائيل، وأن العاقبة للمتقين، ووعدهم الفرج بقيام المسيح عليه السلام بعد نيف (1) وعشرين سنة من هذا القول، فلما ولد المسيح أخفى الله ولادته وغيب شخصه لان مريم عليها السلام لما حملته انتبذت به مكانا قصيا.
ثم إن زكريا وخالتها أقبلا يقصان أثرها حتى هجما عليها وقد وضعت ما في بطنها وهي تقول: " يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا " فأطلق الله تعالى ذكره لسانه بعذرها وإظهار حجتها، فلما ظهر اشتدت البلوى والطلب على بني إسرائيل وأكب الجبابرة والطواغيت عليهم، حتى كان من أمر المسيح ما قد أخبر الله به، واستتر شمعون ابن حمون والشيعة حتى أفضى بهم الاستتار إلى جزيرة من جزائر البحر فأقاموا بها ففجر لهم فيها العيون العذبة، (2) واخرج لهم من كل الثمرات، وجعل لهم فيها الماشية، وبعث إليهم سمكة تدعى القمد (3) لا لحم لها ولا عظم، وإنما هي جلد ودم فخرجت من البحر، وأوحى الله عز وجل إلى النحل أن تركبها، فركبتها فأتت النحل إلى تلك الجزيرة ونهض النحل وتعلق بالشجر فعرش وبنى وكثر العسل، ولم يكونوا يفقدون شيئا من أخبار المسيح عليه السلام. (4) بيان: قد مضى صدر الخبر في باب وفاة موسى عليه السلام وقال الفيروزآبادي: دمغه كمنعه ونصره: شجه حتى بلغت الشجة الدماغ. وقال: افتر: ضحك ضحكا حسنا، وقال: عرش بالمكان: أقام.
11 - تفسير العياشي: عن محمد الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام " ألم تر إلى الملا من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله " قال: وكان الملك في ذلك الزمان هو الذي يسير بالجنود، والنبي يقيم له أمره وينبئه الخير من عند ربه، (5) فلما قالوا ذلك لنبيهم قال لهم: إنه ليس عندكم وفاء ولا صدق ولا رغبة في الجهاد، فقالوا:

(1) النيف بتشديد الياء وسكونها: كل ما زاد على العقد إلى أن يبلغ العقد الثاني.
(2) في المصدر: ففجر الله لهم وأخرج لهم فيها العيون العذبة.
(3) هكذا في نسخ وفى المصدر، وفى نسخة: القمل. ولم نعرفه.
(4) كمال الدين: 92 - 95.
(5) في نسخة: وينبئه بأن الخير من عند ربه.
(٤٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 444 445 446 447 448 449 450 451 452 453 454 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435