بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٤٣٦
أي من أوطاننا وأهالينا بالسبي والقهر على نواحينا " تولوا " أي أعرضوا عن القتال (1) " إلا قليلا منهم " وهم الذين عبروا النهر " قد بعث لكم طالوت ملكا " أي جعله ملكا، وهو من ولد بنيامين، ولم يكن من سبط النبوة ولا من سبط المملكة، وسمي طالوت لطوله، ويقال: كان سقاء، وقيل: خربندجا، (2) وقيل: دباغا، وكانت النبوة في سبط لاوي، والمملكة في سبط يهودا، وقيل: في سبط يوسف، وقيل: بعثه نبيا بعد أن جعله ملكا " وزاده بسطة " أي فضيلة وسعة " في العلم والجسم " وكان أعلم بني إسرائيل في وقته وأجملهم وأتمهم وأعظمهم جسما وأقواهم شجاعة، وقيل: كان إذا قام الرجل فبسط يده رافعا لها نال رأسه، قال وهب: كان ذلك قبل الملك وزاده ذلك بعد الملك (3) " فلما فصل " أي خرج من مكانه وقطع الطريق بالجنود، اختلف في عددهم قيل: كانوا ثمانين ألف مقاتل، وقيل: سبعين ألفا، وذلك أنهم لما رأوا التابوت أيقنوا بالنصر فتبادروا إلى الجهاد " قال " يعني طالوت " إن الله مبتليكم بنهر " أي ممتحنكم ومختبركم، وكان سبب ابتلائهم شكايتهم عن قلة الماء وخوف التلف من العطش، وقيل: إنما ابتلوا ليشكروا فيكثر ثوابهم (4) واختلف في النهر فقيل: هو نهر بين الأردن وفلسطين، وقيل: نهر فلسطين " فليس مني " أي من أهل ولايتي وممن يتبعني " ومن لم يطعمه " أي لم يجد طعمه ولم يذق منه " إلا من اغترف غرفة بيده " أي إلا من أخذ من الماء مرة واحدة باليد، ومن قرأ غرفة بالضم - وهو غير ابن كثير وأبو عمرو وأهل المدينة - فمعناه: إلا من شرب

(1) في المصدر: أعرضوا عن القيام به وضيعوا أمر الله.
(2) معرب " خربنده " كلمة فارسية معناها: الحمار، مكرى الحمار.
(3) قال الطبرسي في المجمع: وفيها دلالة على أن من شرط الامام أن يكون أعلم من رعيته وأكمل وأفضل في خصال الفضل والشجاعة، لان الله علل تقديم طالوت عليهم بكونه اعلم وأقوى، فلولا ان ذلك شرط لم يكن له معنى. قلت: مما لا يشك فيه أحد من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ان أمير المؤمنين عليه السلام كان بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أفضل الصحابة علما وتقوى، وأشجعهم وأقواهم في دين الله وأقضاهم، فالآية تدل على أنه الوصي والخليفة بعده بلا ارتياب.
(4) في المصدر: إنما ابتلوا بذلك ليصبروا عليه فيكثر ثوابهم ويستحقوا به النصر على عدوهم وليتعودوا الصبر على الشدائد فيصبروا عند المحاربة ولا ينهزموا.
(٤٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435