بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٣٥
فأدى ذلك إلى القتل من غير قصد إليه، وكل ألم يقع على سبيل المدافعة للظالم من غير أن يكون مقصودا فهو حسن غير قبيح، ولا يستحق العوض به، ولا فرق بين أن تكون المدافعة من الانسان عن نفسه وبين أن يكون عن غيره في هذا الباب. (1) ثم ذكر نحوا من الأجوبة التي ذكرها الرازي ثم قال: فإن قيل: فما معنى قول فرعون لموسى عليه السلام: " وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين "؟ وقوله عليه السلام:
" فعلتها إذا وأنا من الضالين " وكيف نسب عليه السلام الضلال إلى نفسه ولم يكن عندكم في وقت من الأوقات ضالا؟ الجواب: أما قوله: " وأنت من الكافرين " فإنما أراد به: الكافرين لنعمتي وحق تربيتي، فإن فرعون كان المربي لموسى إلى أن كبر وبلغ، ألا ترى إلى قوله تعالى حكاية عنه: " ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين ". (2) فأما قول موسى عليه السلام: " فعلتها إذا وأنا من الضالين " فإنما أراد به من الذاهبين عن أن الوكزة تأتي على النفس، أو المدافعة تفضي إلى القتل، فقد يسمى الذاهب عن الشئ أنه ضال عنه، ويجوز أيضا أن يريد إني ضللت عن فعل المندوب إليه من الكف عن القتل في تلك الحال والفوز بمنزلة الثواب. (3) ثم قال: فإن قيل: كيف يجوز لموسى عليه السلام أن يقول لرجل من شيعته يستصرخه:
" إنك لغوي مبين "؟ الجواب: إن قوم موسى كانوا غلاظا جفاة، ألا ترى إلى قولهم بعد مشاهدة الآيات لما رأوا من يعبد الأصنام: " اجعل لنا إلها كما لهم آلهة (4) " وإنما خرج موسى عليه السلام خائفا على نفسه من قوم فرعون بسبب قتل القبطي، فرأى ذلك الرجل يخاصم رجلا من أصحاب فرعون واستنصر موسى عليه السلام فقال له عند ذلك: " إنك لغوي مبين " وأراد إنك خائب في طلب ما لا تدركه، وتكلف مالا تطيقه، ثم قصد إلى نصرته كما نصره بالأمس على الآخر فظن أنه يريده بالبطش لبعد فهمه فقال له: " أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون

(١) تنزيه الأنبياء: ٦٩. م (٢) الشعراء: ١٨.
(٣) تنزيه الأنبياء: ٧١ - 72. م (4) الأعراف: 138.
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435