من المصلحين " فعدل عن قتله وصار ذلك سببا لشياع خبر القبطي بالأمس. انتهى. (1) أقول: ما ذكره رحمه الله أحد الوجهين في تفسير الآية، والوجه الآخر أن قوله:
" يا موسى أتريد أن تقتلني " كلام القبطي لا كلام الإسرائيلي كما مر في رواية علي بن إبراهيم، ولعل الأظهر في الخبر هو الأول، ويحتمل الثاني أيضا كما لا يخفى بعد التأمل.
7 - إكمال الدين: ابن إدريس، عن أبيه، عن سهل، عن محمد بن آدم النسائي، عن أبيه آدم ابن أياس، عن المبارك بن فضالة، عن سعيد بن جبير، عن سيد العابدين علي بن الحسين، عن أبيه سيد الشهداء الحسين بن علي، عن أبيه سيد الوصيين علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما حضرت يوسف الوفاة جمع شيعته وأهل بيته فحمد الله وأثنى عليه، ثم حدثهم بشدة تنالهم يقتل فيها الرجال، وتشق بطون الحبالى، و تذبح الأطفال حتى يظهر الله الحق في القائم من ولد لاوي بن يعقوب، وهو رجل أسمر طويل، ووصفه لهم (2) بنعته، فتمسكوا بذلك، ووقعت الغيبة والشدة ببني إسرائيل وهم ينتظرون قيام القائم أربعمائة سنة، حتى إذا بشروا بولادته ورأوا علامات ظهوره اشتدت البلوى عليهم وحمل عليهم بالخشب والحجارة، وطلب (3) الفقيه الذي كانوا يستريحون إلى أحاديثه فاستتر، وتراسلوه وقالوا: كنا مع الشدة نستريح إلى حديثك، فخرج بهم إلى بعض الصحارى وجلس يحدثهم حديث القائم ونعته وقرب الامر، وكانت ليلة قمراء فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم موسى عليه السلام وكان في ذلك الوقت حديث السن وقد خرج من دار فرعون يظهر النزهة، فعدل عن موكبه وأقبل إليهم وتحته بغلة وعليه طيلسان خز، فلما رآه الفقيه عرفه بالنعت فقام إليه وانكب على قدميه فقبلهما ثم قال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أرانيك، فلما رأى الشيعة ذلك علموا أنه صاحبهم فأكبوا على الأرض شكرا لله عز وجل فلم يزدهم على أن قال: أرجو أن يعجل الله فرجكم، ثم غاب بعد ذلك وخرج إلى مدينة مدين فأقام عند شعيب ما أقام، فكانت الغيبة الثانية أشد عليهم