بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٣٢٠
فانظر أي يوم هو، وأعد له الجواب فإنك موقوف ومسؤول، وخذ موعظتك من الدهر فإن الدهر طويل قصير، فاعمل كأنك ترى ثواب عملك ليكون أطمع لك في الاجر، فإن ما هو آت من الدنيا كما قد ولى منها. (1) بيان: طويل أي دهر الموعظة (2) وهو ما مضى من الدهور، أو العمر من جهة الموعظة.
قصير أي دهر العمل أو من جهته. وقوله: (فإن ما هو آت) لعله تعليل لرؤية ثواب العمل وتعجيل حلول أوانه. (3) أقول: سيأتي في أبواب وفاة الرسول ووفاة أمير المؤمنين صلى الله عليهما مجئ الخضر لتعزية أهل البيت عليهم السلام، وفي أبواب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام أيضا مجيئه إليه عليه السلام.
وأقول: وجدت في كتاب مزار لبعض قدماء أصحابنا أنه روي عن علي بن إبراهيم عن أبيه قال: حججت إلى بيت الله الحرام فوردنا عند نزولنا الكوفة، فدخلنا مسجد السهلة فإذا نحن بشخص راكع ساجد، فلما فرغ دعا بهذا الدعاء: " أنت الله لا إله إ أنت " إلى آخر الدعاء، ثم نهض إلى زاوية المسجد فوقف هناك وصلى ركعتين ونحن معه، فلما انفتل من الصلاة سبح ثم دعا فقال: " اللهم " إلى آخر الدعاء، ثم نهض فسألناه عن المكان فقال: إن هذا الموضع بيت إبراهيم الخليل الذي كان يخرج منه إلى العمالقة. ثم مضى إلى الزاوية الغربية فصلى ركعتين ثم رفع يديه وقال: " اللهم " إلى آخر الدعاء، ثم قام ومضى إلى الزاوية الشرقية فصلى ركعتين ثم بسط كفيه وقال: " اللهم " إلى

(١) أصول الكافي ٢: ٤٥٩ وفيه: أطمع لك في الآخرة. وفيه: كما هو قد ولى منها.
(٢) هو طويل إن رأيته من جهة الاعتبار والموعظة، فكم من عجائب وقعت فيها يمكن أن يأخذ الانسان عنها موعظته وبصيرته، وقصير ان رأيته لاحظا بقاءك ومدة عملك فيه وتمتعك منه، أو هو طويل من حيت ذاته، قصير بالنسبة إلى عيش المرء فيه. وأما على ما في الروضة فالمعنى أن طويل الدهر لانقضائه قصير، وقصيره للعمل طويل فكم ممن اشترى بقليل من الدنيا حياة سعيدة أبدية، أو شقاوة مهلكة أبدية.
(٣) أو لاخذ الموعظة مما مضى، فان الباقي كالماضي لمن يريد أن ينظر إليه بعين الاعتبار.
(٣٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435