بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٣١٩
فهي ههنا بمعنى الامام، ويشهد بذلك قوله تعالى: " من ورائه جهنم " (1) يعنى من قدامه وبين يديه، وقال الشاعر:
ليس على طول الحياة ندم * ومن وراء المرء ما يعلم (2) ولا شبهة في أن المراد بجميع ذلك القدام، وقال بعض أهل العربية: إنما صلح أن يعبر بالوراء عن الامام إذا كان الشئ المخبر عنه بالوراء يعلم أنه لابد من بلوغه ثم سبقه وتخليفه. (3) ووجه آخر: أنه يجوز أن يريد أن ملكا ظالما كان خلفهم وفي طريقهم عند رجوعهم على وجه لا انفكاك لهم منه ولا طريق لهم غير المرور به، فخرق السفينة حتى لا يأخذها إذا عادوا عليه، ويمكن أن يكون وراءهم على وجه الاتباع والطلب، والله أعلم بمراده. (4) 53 - مهج الدعوات: روي أن الخضر وإلياس يجتمعان في كل موسم فيفترقان عن هذا الدعاء وهو: بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله، ما شاء الله كل نعمة فمن الله، ما شاء الله الخير كله بيد الله عز وجل، ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله. (5) 54 - الكافي: علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال الخضر لموسى عليه السلام: يا موسى إن أصلح يوميك (6) الذي هو أمامك،

(١) إبراهيم: ١٦.
(٢) في المصدر: ومن وراء المرء مالا يعلم. وهو الصحيح وبعده: وقال الآخر:
أليس ورائي إن تراخت منيتي * لزوم العصا تحنى عليها الأصابع (٣) في المصدر ههنا زيادة وهي هذه: فتقول العرب: البرد وراءك وهو يعنى قدامك لأنه قد علم أنه لابد من أن يبلغ البرد ثم يسبق.
(٤) تنزيه الأنبياء: ٨١ - ٨٧.
(٥) مهج الدعوات: ٤٦٣.
(6) أي يوم الدنيا ويوم الآخرة، واليوم الذي أمامه الآخرة، وكونه أصلح المراد به أنه أحرى و أولى بان يراعى ويسعى في اصلاحه ويتوقع النفع منه فإنه ومنافعه أبدى، والدنيا ومنافعه فان، فانظر أي يوم هو أي يوم راحة أو يوم تعب ومشقة، أو المراد باليوم الثاني يوم القيامة وبقوله فانظر أي يوم هو أي تذكر أحوال هذا اليوم وأهواله وصعوبته والسؤال والحساب فيه، فأعد له وحاسب نفسك قبل ذلك، وخذ موعظتك من الدهر وأهله بالتفكر في فنائها وسرعة انقضائها والنظر في عواقب السعداء والأشقياء. قاله المصنف في المرآة. وقد ذكره الكليني باسناد آخر في الروضة: 46 في حديث طويل وهو هكذا: وإن أصلح أيامك الذي هو أمامك، فانظر أي يوم هو فأعد له الجواب، فإنك موقوف ومسؤول، وخذ موعظتك من الدهر وأهله فان الدهر طويله قصير وقصيره طويل، وكل شئ فان، فاعمل كأنك ترى ثواب عملك اه‍.
(٣١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435