بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٢٦٩
" إنها بقرة لا فارض " كبيرة " ولا بكر " صغيرة " عوان " وسط " بين ذلك " بين الفارض والبكر " فافعلوا ما تؤمرون " إذا أمرتم به " قالوا يا موسى ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها " أي لون هذه البقرة التي تريد أن تأمرنا بذبحها، قال موسى عن الله تعالى بعد السؤال والجواب " إنها بقرة صفراء فاقع " حسنة لون الصفرة (1) ليس بناقص تضرب إلى بياض، ولا بمشبع تضرب إلى السواد " لونها " هكذا فاقع " تسر " البقرة " الناظرين " إليها لبهجتها وحسنها وبريقها " قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي " صفتها (2) قال عن الله تعالى: " إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض " لم تذلل لإثارة الأرض ولم ترض بها ولا تسقي الأرض (3) ولا هي ممن تجر الدوالي (4) ولا تدير النواعير، (5) قد أعفيت من ذلك أجمع " مسلمة " من العيوب كلها لا عيب فيها " لا شيقة فيها " لا لون فيها من غيرها.
فلما سمعوا هذه الصفات قالوا: يا موسى أفقد أمرنا ربنا بذبح بقرة هذه صفتها؟
قال: بلى، ولم يقل موسى في الابتداء بذلك، لأنه لو قال: إن الله يأمركم لكانوا إذا قالوا: ادع لنا ربك يبين لنا ما هي وما لونها وما هي كان لا يحتاج أن يسأله ذلك عز وجل، ولكن كان يجيبهم هو بأن يقول: أمركم ببقرة فأي شئ وقع عليه اسم البقر فقد خرجتم من أمره إذا ذبحتموها، قال: فلما استقر الامر عليهم طلبوا هذه البقرة فلم يجدوها إلا عند شاب من بني إسرائيل أراه الله في منامه محمدا وعليا وطيبي ذريتهما، فقالا له: أما إنك كنت لنا محبا مفضلا، ونحن نريد أن نسوق إليك بعض جزائك في الدنيا، فإذا راموا شراء بقرتك فلا تبعها إلا بأمر أمك، فإن الله عز وجل يلقنها ما يغنيك به وعقبك، ففرح الغلام، وجاءه القوم يطلبون بقرته فقالوا: بكم تبيع بقرتك؟ قال: بدينارين والخيار

(1) في المصدر والبرهان: " فاقع لونها " حسنة الصفرة.
(2) في نسخة: ما صفتها يريد؟ وفى المصدر وتفسير البرهان: ما صفتها؟ يزيد في صفتها.
قلت: والمعنى أن ما أمرنا به هذا فقط أو يزيد الله في صفتها بعد؟
(3) الصحيح كما في المصحف الشريف والمصدر: ولا تسقى الحرث.
(4) في نسخة وفى المصدر: الدلاء.
(5) جمع الناءورة: آلة لرفع الماء، قوامها دولاب كبير وقواديس مركبة على دائرة.
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435