بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٢٨٠
إنك لن تستطيع معي صبرا " قال موسى: " لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا ".
فخرجوا من السفينة فنظر الخضر إلى غلام يلعب بين الصبيان حسن الوجه كأنه قطعة قمر، وفي اذنيه درتان، فتأمله الخضر ثم أخذه وقتله، فوثب موسى إلى الخضر (1) وجلد به الأرض (2) فقال: " أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا " فقال الخضر له: " ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا " قال موسى: " لئن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا " فانطلقا حتى إذا أتيا بالعشي قرية تسمى الناصرة (3) وإليها تنسب النصارى ولم يضيفوا أحدا قط ولم يطعموا غريبا، فاستطعموهم فلم يطعموهم ولم يضيفوهم، فنظر الخضر عليه السلام إلى حائط قد زال لينهدم، فوضع الخضر يده عليه، وقال: قم بإذن الله فقام، فقال موسى عليه السلام: لم ينبغ أن تقيم الجدار حتى يطعمونا ويؤوونا وهو قوله: " لو شئت لاتخذت عليه أجرا " فقال له الخضر عليه السلام: " هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا " أما السفينة التي فعلت بها ما فعلت فإنها كانت لقوم مساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراء السفينة ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا، كذا نزلت، (4) وإذا كانت السفينة معيوبة لم يأخذ منها شيئا.
" وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين " وطبع كافرا، كذا نزلت، فنظرت إلى جبينه و عليه مكتوب: طبع كافرا " فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما " فأبدل الله والديه بنتا ولدت سبعين نبيا. (5) " وأما الجدار " الذي أقمته " فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما

(1) في المصدر: فقتله فوثب موسى على الخضر.
(2) جلد به الأرض: صرعه.
(3) في نسخة وفى المصدر: " فانطلقا حتى أتيا أهل قرية " بالعشى تسمى الناصرة.
(4) فيه غرابة وكذا فيما بعده، حيث إنهما يدلان على التحريف وهو خلاف ما عليه معظم الامامية، ولعله أراد بذلك أن ذلك أريد مما نزلت.
(5) في هامش المطبوع ونسخة مخطوطة: (كان منها ومن نسلهما سبعون نبيا من أنبياء بني إسرائيل ، خ) ولكن سائر النسخ والمصدر خالية عنه.
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435