بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ١٨٩
العاصين، وكانت عجلة عجلها موسى عليه السلام فظهر الغمام على باب قبة الزمر، (1) فأوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام: إلى متى يعصيني هذا الشعب؟ وإلى متى لا يصدقون بالآيات؟
لأهلكنهم جميعا ولأجعلن لك شعبا أقوى وأكثر منهم.
فقال موسى: إلهي لو أنك قتلت هذا الشعب كلهم كرجل واحد لقالت الأمم الذين سمعوا: إنما قتل هذا الشعب (2) من أجل أنه لم يستطع أن يدخلهم الأرض المقدسة فقتلهم في البرية، وإنك طويل صبرك، كثيرة نعمك، وأنت تغفر الذنوب، وتحفظ الآباء على الأبناء والأبناء على الآباء فاغفر لهم ولا توبقهم، فقال الله عز وجل: قد غفرت لهم بكلمتك ولكن بعدما سميتهم فاسقين ودعوت عليهم، بي حلفت لأحر من عليهم دخول الأرض المقدسة غير عبدي يوشع وكالب، ولأتيهنهم في هذه البرية أربعين سنة مكان كل يوم من الأيام التي تجسسوا فيها سنة، وكانت أربعين يوما، ولنلقين جيفهم في هذه القفار، وأما بنوهم الذين لم يعلموا (3) الخير والشر فإنهم يدخلون الأرض المقدسة، فذلك قوله تعالى: " فإنها محرمة عليهم أربعين سنة " في ستة فراسخ، (4) وكانوا ستمائة ألف مقاتل، فكانوا يسيرون كل يوم جادين حتى إذا أمسوا وباتوا فإذا هم في الموضع الذي ارتحلوا منه، ومات النقباء العشرة الذين أفشوا الخبر بغتة، وكل من دخل التيه ممن جاوز عشرين سنة مات في التيه غير يوشع وكالب، ولم يدخل أريحا أحد ممن قالوا: " إنا لن ندخلها أبدا " فلما هلكوا وانقضت الأربعون السنة ونشأت النواشي من ذراريهم ساروا إلى حرب الجبارين، وفتح الله لهم.

(1) هكذا في النسخ، وفى المصدر: قبة موسى، وفى دعاء السمات: قبة الرمان، وفى نسخة قبة الزمان، قيل: المراد بتلك القبة هو الخباء المحضر، ويسميها أهل التوراة الخيمة المقدسة و قدس الاقداس، وكانت محل تابوت الشهادة ومعبدهم. ويأتي ذكرها في كلام الثعلبي.
(2) الشعب بالفتح: القبيلة العظيمة ذكره الفيروزآبادي. منه رحمه الله.
(3) في المصدر: وليأتينهم حتفهم في هذه القفار، وأما بنوهم الذين لم يعصوني ولم يعلموا الخير ولا الشر اه‍.
(4) في المصدر: فإنها محرمة عليهم أربعين سنة، يتيهون في الأرض متحيرين فلا تأس على القوم الفاسقين، فلبثوا أربعين سنة في ستة فراسخ.
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435