بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ١٣
وقال في قوله تعالى: " نشرا " بقراءة النون أي منتشرة في الأرض أو محيية للأرض، وبقراءة الباء أي مبشرة بالغيث، ورحمته هي المطر " حتى إذا أقلت " أي حملت، قيل: و رفعت " سحابا ثقالا " بالماء " سقناه لبلد ميت " أي إلى بلد، وموت البلد: بعفي مزارعه ودروس مشاربه " فأنزلنا به " أي بالبلد أو بالسحاب " الماء فأخرجنا به " أي بهذا الماء أو بالبلد " كذلك نخرج الموتى " أي كما أخرجنا الثمرات كذلك نخرج الموتى بأن نحييها بعد موتها " لعلكم تذكرون " أي لكي تتذكروا وتتفكروا وتعتبروا بأن من قدر على إنشاء الأشجار والثمار في البلد الذي لا ماء فيه ولا زرع بريح يرسلها فإنه يقدر على إحياء الأموات بأن يعيدها إلى ما كانت عليه، ويخلق فيها الحياة و القدرة.
وقال في قوله تعالى: " فأنى تؤفكون ": فكيف تصرفون عن الحق.
وقال في قوله تعالى: " يوم يحشرهم ": أي يجمعهم من كل مكان إلى الموقف " كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار " معناه أنهم استقلوا أيام الدنيا، فإن المكث في الدنيا وإن طال كان بمنزلة ساعة في جنب الآخرة، وقيل: استقلوا أيام مقامهم في الدنيا لقلة انتفاعهم بأعمارهم فيها فكأنهم لم يلبثوا إلا ساعة لقلة فائدتها، وقيل: استقلوا مدة لبثهم في القبور " يتعارفون بينهم " أي يعرف بعضهم بعضا ما كانوا عليه من الخطاء والكفر قال الكلبي: يتعارفون إذا خرجوا من قبورهم ثم تنقطع المعرفة إذا عاينوا العذاب.
ويتبرأ بعضهم من بعض " بعض الذي نعدهم " أي العقوبة في الدنيا، قالوا: ومنها وقعة بدر " أو نتوفينك " أي أو نميتنك قبل أن ينزل ذلك بهم وينزل ذلك بهم بعد موتك " فإلينا مرجعهم " أي إلى حكمنا مصيرهم في الآخرة، فلا يفوتوننا.
وقال في قوله تعالى: " ويقولون متى هذا الوعد ": أي البعث وقيام الساعة، وقيل: العذاب.
وفي قوله تعالى: " أحق هو ": أي ما جئت به من القرآن والشريعة أو ما تعدنا من البعث والقيامة والعذاب، قالوا ذلك على وجه الاستفهام أو الاستهزاء.
وفي قوله: " فإني أخاف " أي أعلم. وفي قوله: " إلا سحر " أي ليس هذا القول
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326