بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ١٨٩
بها عن عذابه " وأن الله شديد العقاب " ولعلموا أن الله شديد العذاب لمن اتخذ الأنداد مع الله. ثم قال: " إذ تبرء الذين اتبعوا " لو رأى هؤلاء الكفار الذين اتخذوا الأنداد حين يتبرؤا الذين اتبعوا الرؤساء " من الذين اتبعوا " الرعايا والاتباع " وتقطعت بهم الأسباب " فنيت حيلتهم ولا يقدرون على النجاة من عذاب الله بشئ " وقال الذين اتبعوا " الاتباع: " لو أن لنا كرة " يتمنون لو كان لهم كرة: رجعة إلى الدنيا " فنتبرء منهم " هناك " كما تبرؤا منا " ههننا، قال الله عز وجل: " كذلك " كما تبرء بعضهم من بعض " يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم " وذلك أنهم عملوا في الدنيا لغير الله فيرون أعمال غيرهم التي كانت لله قد عظم الله ثواب أهلها، ورأوا أعمال أنفسهم لا ثواب لها، إذ كانت لغير الله، أو كانت على غير الوجه الذي أمر الله به، قال الله تعالى: " وما هم بخارجين من النار " كان عذابهم سرمدا دائما، وكانت ذنوبهم كفرا لا تلحقهم شفاعة نبي ولا وصي ولا خير من خيار شيعتهم.
قال علي بن الحسين عليهما السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما من عبد ولا أمة زال عن ولايتنا، وخالف طريقتنا، وسمى غيرنا بأسمائنا وأسماء خيار أهلنا الذي اختاره الله للقيام بدينه ودنياه ولقبه بالقائم وهو كذلك يلقبه معتقدا، لا يحمله على ذلك تقية خوف ولا تدبير مصلحة دين، إلا بعثه الله يوم القيامة ومن كان قد اتخذه من دون الله وليا، وحشر إليه الشياطين الدين كانوا يغوونه فقال له: يا عبدي أربا معي هؤلاء كنت تعبد؟
وإياهم كنت تطلب؟ فمنهم فاطلب ثواب ما كنت تعمل، ولك معهم عقاب أجرامك، ثم يأمر الله تعالى أن يحشر الشيعة الموالون لمحمد وعلي عليه السلام ممن كان في تقية لا يظهر ما يعتقده وممن لم يكن عليه تقية، وكان يظهر ما يعتقده فيقول الله تعالى: انظروا حسنات شيعة محمد وعلي فضاعفوها، قال: فتضاعف حسناتهم أضعافا مضاعفة، ثم يقول الله تعالى: انظروا ذنوب شيعة محمد وعلي، فينظرون فمنهم من قلت ذنوبه فكانت مغمورة في طاعته، فهؤلاء السعداء مع الأولياء والأصفياء، ومنهم من كثرت ذنوبه وعظمت، يقول الله تعالى: قدموا الذين كان لا تقية عليهم من أولياء محمد وعلي، فيقدمون، فيقول الله تعالى: انظروا حسنات عبادي هؤلاء النصاب الذين أخذوا الأنداد من
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326