بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦ - الصفحة ٣٢٦
أقول: هذه الأخبار دافعة لتلك الاحتمالات، والشبهة مندفعة بأن الخطاب قد يصدر من الحكيم من غير أن يكون الغرض إفهام المخاطب أو استعلام شئ، بل لحكمة أخرى كما هو الشائع بين العرب من خطاب التلال والأماكن والمواضع، لاظهار الشوق أو الحزن، أو غير ذلك، فلعل الحكمة ههنا اللطف للمتكلفين من حيث الاخبار به قبل وقوعه ليكون أدعى لهم إلى ترك الدنيا وعدم الاغترار بملكها ودولاتها، وإلى العلم بتفرد الصانع بالتدبير وغير ذلك من المصالح للمكلفين. (1) 3 - تفسير علي بن إبراهيم: قوله: " لمن الملك اليوم لله الواحد القهار " قال: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن زيد النرسي، عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
إذا أمات الله أهل الأرض لبث كمثل ما خلق الخلق، ومثل ما أماتهم وأضعاف ذلك، ثم أمات أهل السماء الدنيا ثم لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ما أمات أهل الأرض وأهل السماء الدنيا وأضعاف ذلك، ثم أمات أهل السماء الثانية ثم لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ما أمات أهل الأرض وأهل السماء الدنيا والسماء الثانية وأضعاف ذلك، ثم أمات أهل السماء الثالثة ثم لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ما أمات أهل الأرض وأهل السماء الدنيا والسماء الثانية والسماء الثالثة وأضعاف ذلك، في كل سماء مثل ذلك وأضعاف ذلك، ثم أمات ميكائيل ثم لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك، ثم أمات جبرئيل ثم لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ذلك وأضعاف ذلك، ثم أمات إسرافيل ثم لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك، ثم أمات ملك الموت ثم لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك، ثم يقول الله عز وجل:
" لمن الملك اليوم " فيرد على نفسه: " لله الواحد القهار " أين الجبارون؟ أين الذين ادعوا

(1) الاخبار إنما تدل على إفناء الأشياء وإماتتها بمعنى نزع الروح من كل بدن ذي روح و قطع العلقة بين كل نفس ومتعلقها، وأما إبطال الأرواح وإعدام النفوس من أصلها فلا دليل عليه من جهة الروايات فمن الممكن أن يكون المجيب والمسؤول بعض هذه الأرواح كما في بعض الروايات أنه يجيبه أرواح الأنبياء وغيرهم، وأما ما في بعض الروايات من التعبير بفناء الأشياء فيفسره ما سيأتي في رواية 12 أن المراد بالاهلاك والافناء الإماتة والقتل ونحوهما. ط
(٣٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 ... » »»
الفهرست