بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦ - الصفحة ٣٢٢
الأرض بالعدل، وقيل: بنور يخلقه الله عز وجل يضئ به الأرض يوم القيامة من غير شمس ولا قمر " ووضع الكتاب " أي كتب الاعمال التي كتبتها الملائكة على بني آدم توضع في أيديهم ليقرؤوا منها أعمالهم " وجيئ بالنبيين والشهداء " هم الذين يشهدون للأنبياء على الأمم بأنهم قد بلغوا، وأن الا مم قد كذبوا، وقيل: هم الذين استشهدوا في سبيل الله، وقيل: هم عدول الآخرة يشهدون على الأمم بما شاهدوا، وقيل: هم الحفظة من الملائكة، وقيل: هم جميع الشهداء من الجوارح والمكان والزمان وهي قوله تعالى: " ذلك يوم الوعيد " أي ذلك اليوم يوم وقوع الوعيد الذي خوف الله به عباده.
" وجاءت كل نفس " أي تجئ كل نفس من المكلفين في يوم الوعيد " ومعها سائق " من الملائكة يسوقها أي يحثها على السير إلى الحساب " وشهيد " من الملائكة يشهد عليها بما يعلم من حالها وشاهد بما كتبه لها وعليها، فلا يجدوا إلى الهرب ولا إلى الجحود سبيلا، وقيل: السائق من الملائكة، والشهيد الجوارح تشهد عليه " لقد كنت في غفلة " أي يقال له: لقد كنت في سهو ونسيان من هذا اليوم في الدنيا " فكشفنا عنك غطاءك " الذي كان في الدنيا يغشى قلبك وسمعك وبصرك حتى ظهر لك الامر " فبصرك اليوم حديد " أي فعينك اليوم حادة النظر لا يدخل عليها شك ولا شبهة، وقيل: معناه:
فعلمك بما كنت فيه من أحوال الدنيا نافذ، ولا يراد به بصر العين كما يقال: فلان بصير بالنجوم والفقه.
وفي قوله تعالى: " واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب " أي اصغ إلى النداء وتوقعه يعني صيحة يوم القيامة والبعث والنشور، ينادي به المنادي وهي النفخة الثانية ويجوز أن يكون المراد: واستمع ذكر حالهم يوم ينادي المنادي، وقيل: إنه ينادي مناد من صخرة بيت المقدس: أيتها العظام البالية والأوصال المنقطعة واللحوم المتمزقة قومي لفصل القضاء وما أعد الله لك من الجزاء، وقيل: إن المنادي إسرافيل عليه السلام يقول:
يا معشر الخلائق قوموا للحساب عن مقاتل، وإنما قال: " من مكان قريب " لأنه يسمعه الخلائق كلهم على حد واحد فلا يخفى على أحد قريب ولا بعيد فكأنهم نودوا من مكان يقرب منهم " يوم يسمعون الصيحة بالحق " الصيحة المرة الواحدة من الصوت
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (بقية أبواب العدل) * باب 19 عفو الله تعالى وغفرانه وسعة رحمته ونعمه على العباد، وفيه 17 حديثا. 1
3 باب 20 التوبة وأنواعها وشرائطها، وفيه 78 حديثا. 11
4 باب 21 نفي العبث وما يوجب النقص من الاستهزاء والسخرية والمكر والخديعة عنه تعالى، وتأويل الآيات فيها، وفيه حديثان. 49
5 باب 22 عقاب الكفار والفجار في الدنيا، وفيه تسعة أحاديث. 54
6 باب 23 علل الشرائع والأحكام، الفصل الأول: العلل التي رواها الفضل بن شاذان. 58
7 الفصل الثاني: ما ورد من ذلك برواية ابن سنان. 93
8 الفصل الثالث: في نوادر العلل ومتفرقاتها. 107
9 * أبواب الموت * باب 1 حكمة الموت وحقيقته، وما ينبغي أن يعبر عنه، وفيه خمسة أحاديث 116
10 باب 2 علامات الكبر، وأن ما بين الستين إلى السبعين معترك المنايا، وتفسير أرذل العمر، وفيه تسعة أحاديث. 118
11 باب 3 الطاعون والفرار منه، وفيه عشرة أحاديث. 120
12 باب 4 حب لقاء الله وذم الفرار من الموت، وفيه 46 حديثا. 124
13 باب 5 ملك الموت وأحواله وأعوانه وكيفية نزعه للروح، وفيه 18 حديثا 139
14 باب 6 سكرات الموت وشدائده، وما يلحق المؤمن والكافر عنده، وفيه 52 حديثا. 145
15 باب 7 ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت وحضور الأئمة عليهم السلام عند ذلك وعند الدفن وعرض الأعمال عليهم صلوات الله عليهم، وفيه 56 حديثا 173
16 باب 8 أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله وسائر ما يتعلق بذلك، وفيه 128 حديثا. 202
17 باب 9 في جنة الدنيا ونارها، وفيه 18 حديثا. 282
18 باب 10 ما يلحق الرجل بعد موته من الأجر، وفيه خمسة أحاديث. 293
19 * أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 1 أشراط الساعة، وقصة يأجوج ومأجوج، وفيه 32 حديثا. 295
20 باب 2 نفخ الصور وفناء الدنيا وأن كل نفس تذوق الموت، وفيه 16 حديثا 316