بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦ - الصفحة ٣٢٣
الشديد، وهذه الصيحة هي النفخة الثانية، وقوله: " بالحق " أي بالبعث، وقيل: يعني إنها كائنة حقا " ذلك يوم الخروج " من القبور إلى أرض الموقف، وقيل: هو اسم من أسماء القيامة " إنا نحن نحيي ونميت " أخبر سبحانه عن نفسه أنه هو الذي يحيي الخلق بعد أن كانوا جمادا أمواتا، ثم يمتيهم بعد أن كانوا أحياءا، ثم يحييهم يوم القيامة، وهو قوله: " وإلينا المصير " " يوم تشقق " أي تتشقق " الأرض عنهم " وتتصدع فيخرجون منها " سراعا " يسرعون إلى الداعي بلا تأخير " ذلك حشر " الحشر: الجمع بالسوق من كل جهة " علينا يسير " أي سهل علينا غير شاق مع تباعد ديارهم وقبورهم.
وفي قوله تعالى: " كل من عليها فان " أي كل من على الأرض من حيوان فهو هالك يفنون، ويخرجون من الوجود إلى العدم " ويبقى وجه ربك " أي ويبقى ربك الظاهر بالأدلة ظهور الانسان بوجهه " ذو الجلال " أي ذو العظمة والكبرياء واستحقاق الحمد والمدح " والاكرام " يكرم أنبياءه وأولياءه بألطافه.
وفي قوله تعالى: " فإذا نقر في الناقور " معناه: إذا نفخ في الصور هي كهيئة البوق، وقيل: إن ذلك في النفخة الأولى وهو أول الشدة الهائلة العامة، وقيل: النفخة الثانية، وعندها يحيي الله الخلق وتقوم القيامة، وهي صيحة الساعة " فذلك يومئذ يوم عسير " أي شديد على الكافرين لنعم الله، الجاحدين لآياته " غير يسير " غير هين، وهو بمعنى قوله: عسير، إلا أنه أعاده بلفظ آخر للتأكيد، وقيل: معناه: عسير في نفسه غير عسير على المؤمنين لما يرون من حسن العاقبة.
1 - تفسير علي بن إبراهيم: قوله: " ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين " إلى قوله:
" يخصمون " قال: ذلك في آخر الزمان يصاح فيهم صيحة وهم في أسواقهم يتخاصمون فيموتون كلهم في مكانهم لا يرجع أحد منهم إلى منزله، ولا يوصي بوصية، وذلك قوله:
" فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون ".
قال علي بن إبراهيم: ثم ذكر النفخة الثانية فقال: " إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون ". " ص 551 - 552 "
(٣٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (بقية أبواب العدل) * باب 19 عفو الله تعالى وغفرانه وسعة رحمته ونعمه على العباد، وفيه 17 حديثا. 1
3 باب 20 التوبة وأنواعها وشرائطها، وفيه 78 حديثا. 11
4 باب 21 نفي العبث وما يوجب النقص من الاستهزاء والسخرية والمكر والخديعة عنه تعالى، وتأويل الآيات فيها، وفيه حديثان. 49
5 باب 22 عقاب الكفار والفجار في الدنيا، وفيه تسعة أحاديث. 54
6 باب 23 علل الشرائع والأحكام، الفصل الأول: العلل التي رواها الفضل بن شاذان. 58
7 الفصل الثاني: ما ورد من ذلك برواية ابن سنان. 93
8 الفصل الثالث: في نوادر العلل ومتفرقاتها. 107
9 * أبواب الموت * باب 1 حكمة الموت وحقيقته، وما ينبغي أن يعبر عنه، وفيه خمسة أحاديث 116
10 باب 2 علامات الكبر، وأن ما بين الستين إلى السبعين معترك المنايا، وتفسير أرذل العمر، وفيه تسعة أحاديث. 118
11 باب 3 الطاعون والفرار منه، وفيه عشرة أحاديث. 120
12 باب 4 حب لقاء الله وذم الفرار من الموت، وفيه 46 حديثا. 124
13 باب 5 ملك الموت وأحواله وأعوانه وكيفية نزعه للروح، وفيه 18 حديثا 139
14 باب 6 سكرات الموت وشدائده، وما يلحق المؤمن والكافر عنده، وفيه 52 حديثا. 145
15 باب 7 ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت وحضور الأئمة عليهم السلام عند ذلك وعند الدفن وعرض الأعمال عليهم صلوات الله عليهم، وفيه 56 حديثا 173
16 باب 8 أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله وسائر ما يتعلق بذلك، وفيه 128 حديثا. 202
17 باب 9 في جنة الدنيا ونارها، وفيه 18 حديثا. 282
18 باب 10 ما يلحق الرجل بعد موته من الأجر، وفيه خمسة أحاديث. 293
19 * أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 1 أشراط الساعة، وقصة يأجوج ومأجوج، وفيه 32 حديثا. 295
20 باب 2 نفخ الصور وفناء الدنيا وأن كل نفس تذوق الموت، وفيه 16 حديثا 316