بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦ - الصفحة ١٧
لم يعاين والاستحلال وذكر الله تعالى، فيخرج روحه وذكر الله على لسانه فيرجى بذلك حسن خاتمته، رزقنا الله ذلك بمنه وكرمه.
قوله تعالى: " قل يوم الفتح " قال المفسرون: أي يوم القيامة فإنه يوم نصر المسلمين على الكفرة، والفصل بينهم. وقيل: يوم بدر، أو يوم فتح مكة، والمراد بالذين كفروا المقتولون منهم فيه فإنه لا ينفعهم إيمانهم حال القتل ولا يمهلون.
ثم اعلم أن المفسرين اختلفوا في تفسير التوبة النصوح على أقوال:
منها أن المراد توبة تنصح الناس أي تدعوهم إلى أن يأتوا بمثلها، لظهور آثارها الجميلة في صاحبها، أو ينصح صاحبها فيقلع عن الذنوب ثم لا يعود إليها أبدا.
ومنها أن النصوح ما كانت خالصة لوجه الله سبحانه من قولهم، عسل نصوح:
إذا كان خالصا من الشمع، بأن يندم على الذنوب لقبحها، وكونها خلاف رضى الله تعالى لا لخوف النار مثلا ومنها أن النصوح من النصاحة وهي الخياطة لأنها تنصح من الدين ما مزقته الذنوب، أو يجمع بين التائب وبين أوليائه وأحبائه، كما تجمع الخياطة بين قطع الثوب. (1) ومنها أن النصوح وصف للتائب، وإسناده إلى التوبة من قبيل الاسناد المجازي أي توبة تنصحون بها أنفسكم بأن تأتوا بها على أكمل ما ينبغي أن تكون عليه، حتى تكون قالعة لآثار الذنوب من القلوب بالكلية، وسيأتي في الاخبار تفسيرها ببعض تلك الوجوه.

(١) أو من نصح الغيث البلد: إذا سقاه حتى اتصل نبته فلم يكن فيه فضاء، لان التوبة تسقى وتحيى القلب الميت بارتكاب المعاصي والمحرمات، وتصفيه من الكدورات العارضة من مزاولة القبائح والمنكرات، وتصقله وتجلوه عن رين الشبهات، فتحيط به وتشغله ولم تترك فيه محلا للعزم على الرجوع، والعود إلى المحظور. وقيل: توبة نصوح أي صادقة. وقال الجزري في النهاية:
وفى حديث أبي: سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن التوبة النصوح، فقال: هي الخالصة التي لا يعاود بعدها الذنب. وفعول من أبنية المبالغة يقع على الذكر والأنثى، فكأن الانسان بالغ في نصح نفسه بها.
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (بقية أبواب العدل) * باب 19 عفو الله تعالى وغفرانه وسعة رحمته ونعمه على العباد، وفيه 17 حديثا. 1
3 باب 20 التوبة وأنواعها وشرائطها، وفيه 78 حديثا. 11
4 باب 21 نفي العبث وما يوجب النقص من الاستهزاء والسخرية والمكر والخديعة عنه تعالى، وتأويل الآيات فيها، وفيه حديثان. 49
5 باب 22 عقاب الكفار والفجار في الدنيا، وفيه تسعة أحاديث. 54
6 باب 23 علل الشرائع والأحكام، الفصل الأول: العلل التي رواها الفضل بن شاذان. 58
7 الفصل الثاني: ما ورد من ذلك برواية ابن سنان. 93
8 الفصل الثالث: في نوادر العلل ومتفرقاتها. 107
9 * أبواب الموت * باب 1 حكمة الموت وحقيقته، وما ينبغي أن يعبر عنه، وفيه خمسة أحاديث 116
10 باب 2 علامات الكبر، وأن ما بين الستين إلى السبعين معترك المنايا، وتفسير أرذل العمر، وفيه تسعة أحاديث. 118
11 باب 3 الطاعون والفرار منه، وفيه عشرة أحاديث. 120
12 باب 4 حب لقاء الله وذم الفرار من الموت، وفيه 46 حديثا. 124
13 باب 5 ملك الموت وأحواله وأعوانه وكيفية نزعه للروح، وفيه 18 حديثا 139
14 باب 6 سكرات الموت وشدائده، وما يلحق المؤمن والكافر عنده، وفيه 52 حديثا. 145
15 باب 7 ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت وحضور الأئمة عليهم السلام عند ذلك وعند الدفن وعرض الأعمال عليهم صلوات الله عليهم، وفيه 56 حديثا 173
16 باب 8 أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله وسائر ما يتعلق بذلك، وفيه 128 حديثا. 202
17 باب 9 في جنة الدنيا ونارها، وفيه 18 حديثا. 282
18 باب 10 ما يلحق الرجل بعد موته من الأجر، وفيه خمسة أحاديث. 293
19 * أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 1 أشراط الساعة، وقصة يأجوج ومأجوج، وفيه 32 حديثا. 295
20 باب 2 نفخ الصور وفناء الدنيا وأن كل نفس تذوق الموت، وفيه 16 حديثا 316