بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ١٧١
بالبال في تفسير هذا الخبر على الاجمال هو أن الاسم الأول كان اسما جامعا للدلالة على الذات والصفات، ولما كان معرفة الذات محجوبة عن غيره تعالى جزأ ذلك الاسم على أربعة أجزاء، وجعل الاسم الدال على الذات محجوبا عن الخلق، وهو الاسم الأعظم باعتبار، والدال على المجموع اسم أعظم باعتبار آخر، ويشبه أن يكون الجامع هو الله والدال على الذات فقط هو، وتكون المحجوبية باعتبار عدم التعيين كما قيل: إن الاسم الأعظم داخل في جملة الأسماء المعروفة، ولكنها غير معينة لنا، ويمكن أن يكون غيرها والأسماء التي أظهرها الله للخلق على ثلاثة أقسام:
منها ما يدل على التقديس مثل العلي، العظيم، العزيز، الجبار، المتكبر، ومنها ما يدل على علمه تعالى، ومنها ما يدل على قدرته تعالى. وانقسام كل واحد منها إلى أربعة أقسام بأن يكون التنزيه إما مطلقا أو للذات أو الصفات أو الافعال، و يكون ما يدل على العلم إما لمطلق العلم أو للعلم بالجزئيات، كالسميع والبصير، أو الظاهر أو الباطن، وما يدل على القدرة إما للرحمة الظاهرة أو الباطنة أو الغضب ظاهرا أو باطنا أو ما يقرب من ذلك التقسيم، والأسماء المفردة على ما ورد في القرآن والاخبار يقرب من ثلاث مائة وستين اسما، ذكرها الكفعمي في مصباحه فعليك جمعها والتدبر في ربط كل منها بركن من تلك الأركان. انتهى كلامه رفع الله مقامه.
أقول: بعض الناظرين في هذا الخبر جعل الاثني عشر كناية عن البروج الفلكية والثلاث مائة والستين عن درجاتها، ولعمري لقد تكلف بأبعد مما بين السماء والأرض، ومنهم من جعل الاسم كناية عن مخلوقاته تعالى، والاسم الأول الجامع عن أول مخلوقاته وبزعم القائل هو العقل، وجعل ما بعد ذلك كناية عن كيفية تشعب المخلوقات وتعدد العوالم، وكفى ما أو مأنا إليه للاستغراب وذكرها بطولها يوجب الاطناب.
قوله: وذلك قوله عز وجل استشهاد بأن له تعالى أسماءا حسنى، وأنه إنما وضعها ليدعوه الخلق بها فقال تعالى: قل ادعوه - تعالى - بالله أو بالرحمن أو بغيرهما فالمقصود واحد وهو الرب وله أسماء حسنى كل منها يدل على صفة من صفاته المقدسة فأيا ما تدعو فهو حسن. قيل: نزلت الآية حين سمع المشركون رسول الله صلى الله عليه وآله يقول
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322