بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ١٧٦
واللطيف إلا بعمل اليدين، والحكيم إلا بالصنعة؟ فقال أبو الحسن عليه السلام: إن اللطيف منا على حد اتخاذ الصنعة أو ما رأيت الرجل يتخذ شيئا يلطف في اتخاذه فيقال: ما ألطف فلانا! فكيف لا يقال للخالق الجليل: لطيف؟ إذ خلق خلقا لطيفا وجليلا، و ركب في الحيوان منه أرواحها، وخلق كل جنس متبائنا من جنسه في الصورة، ولا يشبه بعضه بعضا، فكل له لطف من الخالق اللطيف الخبير في تركيب صورته، ثم نظرنا إلى الأشجار وحملها أطائبها المأكولة منها وغير المأكولة، فقلنا عند ذلك: إن خالقنا لطيف لا كلطف خلقه في صنعتهم. وقلنا: إنه سميع لا يخفى عليه أصوات خلقه ما بين العرش إلى الثرى من الذرة إلى أكبر منها، في بر ها وبحرها، ولا تشتبه عليه لعلتها فقلنا عند ذلك: إنه سميع لا باذن. وقلنا: إنه بصير لا ببصر لأنه يرى أثر الذرة السحماء (1) في الليلة الظلماء على الصخرة السوداء، ويرى دبيب النمل في الليلة الدجنة. (2) ويرى مضارها ومنافعها وأثر سفادها وفراخها ونسلها فقلنا عند ذلك: إنه بصير لا كبصر خلقه. قال: فما برح حتى أسلم.
الإحتجاج: مرسلا مثله.
5 - التوحيد، عيون أخبار الرضا (ع): الدقاق، عن الكليني، عن علان، عن محمد بن عيسى، عن الحسين ابن خالد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال: اعلم علمك الله الخير أن الله تبارك و تعالى قديم، والقدم صفة دلت العاقل (3) على أنه لا شئ قبله ولا شئ معه في ديموميته (4) فقد بان لنا بإقرار العامة معجزة الصفة (5) أنه لا شئ قبل الله، ولا شئ مع الله في بقائه، وبطل قول من زعم أنه كان قبله شئ، أو كان معه شئ في بقائه، لم يجز أن يكون خالقا له لأنه لم يزل معه فكيف يكون خالقا لمن لم يزل معه؟ ولو كان قبله شئ كان

(1) الذرة: صغار النمل. السحماء: السوداء.
(2) الدبيب: المشي كالحية، أو على اليدين والرجلين كالطفل. والدجنة أي مظلمة.
(3) في الكافي: صفته التي دلت العاقل اه‍.
(4) أي في ثبوته وامتداده واستمراره.
(5) في التوحيد والعيون والمطبوعين: مع معجزة الصفة.
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322