بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ٢٨٨
ولا مستراح عن دعوته ولا زوال لملكه، ولا انقطاع لمدته وهو الكينون أولا، (1) والديموم أبدا، المحتجب بنوره دون خلقه في الأفق الطامح، والعز الشامخ، والملك الباذخ، فوق كل شئ علا ومن كل شئ دنا، فتجلى لخلقه من غير أن يكون يرى، وهو بالمنظر الاعلى، فأحب الاختصاص بالتوحيد إذا احتجب بنوره، وسما في علوه، واستتر عن خلقه، وبعث إليهم الرسل لتكون له الحجة البالغة على خلقه، ويكون رسله إليهم شهداء عليهم، وانبعث فيهم النبيين مبشرين ومنذرين، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حي عن بينة وليعقل العباد عن ربهم ما جهلوه، فيعرفوه بربوبيته بعدما أنكروا، ويوحدوه بالإلهية بعد ما عندوا.
بيان: قوله: متعظما أي مستحقا للتعظيم أو عظيما في غاية العظمة، وكذا قوله متكبرا، والغرض أنه لم يكن عظمته وكبرياؤه وإلهيته متوقفة على إيجاد خلقه وقوله: ربنا مبتدأ وفتق خبره، والظرفان متعلقان بفتق، وإضافة العلم إلى الخبر للتأكيد، وفي بعض النسخ بالجيم. قوله: فلق أي ظلمة الليل، وهو إشارة إلى قوله تعالى: " فالق الاصباح ". (2) قوله: لا معقب لحكمه أي لا راد له، وحقيقته الذي يعقب الشئ بالابطال، والمستراح: محل الاستراحة أي لا مفر عن دعوته، والكينون والديموم مبالغتان في الكائن والدائم. قوله: المحتجب بنوره أي ليس حجابه إلا نوريته أي تجرده وكماله و رفعته وجلاله، والطامح: المرتفع كالشامخ والباذخ، يقال: جبل شامخ أي شاهق، وشرف باذخ أي عال.
قوله: وهو بالمنظر الاعلى المنظر: الموضع المرتفع الذي ينظر إليه أي موضعه أرفع من أن ينظر إليه بالابصار والأوهام والعقول، أو المراد بالمنظر المدارك والمشاعر أي هو أعلى وأرفع من أن يكون في مشاعر الخلق، ويحتمل أن يكون كناية عن علمه

(1) في التوحيد المطبوع: وهو الكينون أزلا.
(2) الانعام: 96
(٢٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322