بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ١٧٩
البارز بنفسه والمعلوم بحده فقد جمعنا الاسم واختلف المعنى. (1) وأما الباطن فليس على معنى الاستبطان للأشياء بأن يغور فيها، ولكن ذلك منه على استبطانه للأشياء علما وحفظا وتدبيرا كقول القائل: أبطنته يعني خبرته وعلمت مكتوم سره، والباطن منا بمعنى الغائر في الشئ المستتر، فقد جمعنا الاسم واختلف المعنى وأما القاهر فإنه ليس على علاج ونصب واحتيال ومداراة ومكر كما يقهر العباد بعضهم بعضا فالمقهور منهم يعود قاهرا والقاهر يعود مقهورا، ولكن ذلك من الله تبارك وتعالى على أن جميع ما خلق متلبس به الذل لفاعله وقلة الامتناع لما أراد به لم يخرج منه طرفة عين غير أنه يقول له: كن فيكون، فالقاهر منا على ما ذكرت ووصفت فقد جمعنا الاسم واختلف المعني.
وهكذا جميع الأسماء وإن كنا لم نسمها (2) كلها فقد تكتفي للاعتبار (3) بما ألقينا إليك والله عوننا وعونك في إرشادنا وتوفيقنا الإحتجاج: مرسلا من قوله: إنما نسمي الله تعالى بالعالم إلى قوله: والباطن منا الغائر في الشئ المستتر فيه، فقد جمعنا الاسم واختلف المعنى. قال: وهكذا جميع الأسماء وإن كنا لم نسمها كلها.
توضيح: الاقرار إما من أقر بالحق إذا اعترف به، أو من أقر الحق في مكانه فاستقر هو، فقوله عليه السلام: معجزة الصفة على الأول منصوب بنزع الخافض، وعلى الثاني منصوب على المفعولية، والمعجزة اسم فاعل من " أعجزته " بمعني وجدته عاجزا أو جعلته عاجزا، أو من أعجزه الشئ بمعنى فاته، وإضافتها إلى الصفة - والمراد بها القدم - من إضافة الصفة إلى الموصوف، وإنما وصفها بالاعجاز لأنها تجدهم أو تجعلهم لنباهة شأنها عاجزين عن إدراكهم كنهها، أو عن اتصافهم بها، أو عن إنكارهم لها، أو لأنها تفوتهم وهم فاقدون لها. ويحتمل أن تكون المعجزة مصدر عجز عن الشئ عجزا أو معجزة بفتح الميم وكسر الجيم وفتحها أي إقرارهم بعجزهم عن الاتصاف بتلك الصفة، ويمكن أن يقرأ على بناء المفعول بأن يكون حالا عن العامة أو صفة لها أي بإقرارهم موصوفين بالعجز عن ترك الاقرار،

(١) في الكافي والتوحيد والعيون: فقد جمعنا الاسم ولم يجمعنا المعنى.
(٢) في الكافي: وان كنا لم نستجمعها.
(٣) في الكافي والعيون: فقد يكتفى الاعتبار وفى التوحيد: فقد يكتفى للاعتبار.
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322