بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣ - الصفحة ٨٩
وتعالى الرجل قيما ورقيبا على المرأة وجعل المرأة عرسا وخولا للرجل أعطى الرجل اللحية لما له من العزة والجلالة والهيبة، ومنعها المرأة لتبقى لها نضارة الوجه والبهجة التي تشاكل المفاكهة والمضاجعة، أفلا ترى الخلقة كيف يأتي بالصواب في الأشياء و تتخلل مواضع الخطأ فتعطي وتمنع على قدر الإرب والمصلحة بتدبير الحكيم عز وجل؟.
بيان: جنى الذنب عليه يجنيه جناية: جره إليه. والجدة بالتخفيف: الغناء.
قوله عليه السلام: في تشابه الأشياء أي قد يشبه مال شخص بمال شخص آخر كثوب أو نعل أو دينار أو درهم فيصير سببا للاشتباه والتشاجر والتنازع، فضلا عن تشابه الصورة فإنه أعظم فسادا، والمراد أن الناس كثيرا ما يشتبه عليهم أمر رجلين لتشابه لباسهما ومركوبهما وغير ذلك فيؤخذ أحدهما بالآخر فكيف مع تشابه الصورة؟. قوله عليه السلام: واشتبهت مقاديرها أي لم يعرف غاية ما ينتهي إليه مقداره فيشتبه الامر عليه فيما يريد أن يهيئه لنفسه من دار ودابة وثياب وزوجة. قوله عليه السلام: ويجفو أي يبعد ويجتنب ولا يداوم على الصناعات اللطيفة، أي التي فيها دقة ولطافة، قال الجزري: وفي الحديث: اقرؤوا القرآن ولا تجفوا عنه. أي تعاهدوه وتبعدوا عن تلاوته. انتهى.
والحاصل أن الله تعالى جعل الانسان بحيث تثقل عن الحركة والمشي قبل سائر الحيوانات وتكل عن الاعمال الدقيقة لتعظم عليه مؤونة تحصيل ما يحتاج إليه فلا يبطر ولا يطغى أو ليكون لهذه الاعمال أجر فيصير سببا لمعايش أقوام يزاولونها. والدعار في بعض النسخ بالمهملة من الدعر محركة الفساد والفسق والخبث، وفي بعضها بالمعجمة من الدغرة وهي أخذ الشئ اختلاسا. والعرس بالكسر: امرأة الرجل. والخول محركة ما أعطاك الله من النعم والعبيد والإماء. والمفاكهة: الممازحة والمضاحكة. قوله عليه السلام: وتخلل مواضع الخطأ يحتمل أن تكون الجملة حالية أي تأتي بالصواب مع أنها تدخل مواضع هي مظنة الخطأ، من قولهم: تخللت القوم أي دخلت خلالهم ويحتمل أن يكون المراد بالتخلل التخلف أو الخروج من خلالها لكن تطبيقهما على المعاني اللغوية يحتاج إلى تكلف.
قال المفضل: ثم حان وقت الزوال فقام مولاي إلى الصلاة وقال: بكر إلى غدا
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 ثواب الموحدين والعارفين، وبيان وجوب المعرفة وعلته، وبيان ما هو حق معرفته تعالى، وفيه 39 حديثا. 1
3 باب 2 علة احتجاب الله عز وجل عن خلقه، وفيه حديثان 15
4 باب 3 إثبات الصانع والاستدلال بعجائب صنعه على وجوده وعلمه وقدرته وسائر صفاته، وفيه 29 حديثا. 16
5 باب 4 توحيد المفضل. 57
6 باب 5 حديث الإهليلجية. 152
7 باب 6 التوحيد ونفي الشرك، ومعنى الواحد والأحد والصمد، وتفسير سورة التوحيد، وفيه 25 حديثا. 198
8 باب 7 عبادة الأصنام والكواكب والأشجار والنيرين وعلة حدوثها وعقاب من عبدها أو قرب إليها قربانا، وفيه 12 حديثا. 244
9 باب 8 نفي الولد والصاحبة، وفيه 3 أحاديث. 254
10 باب 9 النهي عن التفكر في ذات الله تعالى، والخوض في مسائل التوحيد، وإطلاق القول بأنه شيء، وفيه 32 حديثا. 257
11 باب 10 أدنى ما يجزي من المعرفة والتوحيد، وأنه لا يعرف الله إلا به، وفيه 9 أحاديث. 267
12 باب 11 الدين الحنيف والفطرة وصبغة الله والتعريف في الميثاق، وفيه 42 حديثا. 276
13 باب 12 إثبات قدمه تعالى وامتناع الزوال عليه وفيه 7 أحاديث. 283
14 باب 13 نفي الجسم والصورة والتشبيه والحلول والاتحاد، وأنه لا يدرك بالحواس والأوهام والعقول والأفهام، وفيه 47 حديثا. 287
15 باب 14 نفي الزمان والمكان والحركة والانتقال عنه تعالى، وتأويل الآيات والأخبار في ذلك، وفيه 47 حديثا. 309