بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣ - الصفحة ٧٣
والبرد، فمن حصن الدماغ هذا التحصين إلا الذي خلقه وجعله ينبوع الحس والمستحق للحيطة والصيانة بعلو منزلته من البدن وارتفاع درجته وخطر مرتبته؟.
بيان: المز: بين الحلو والحامض. والثج: السيلان. والغصص: أن يقف بالشئ في الحلق فلم يك يسيغه. والجمجمة: عظم الرأس المشتمل على الدماغ. والبيضة: هي التي توضع على الرأس في الحرب. والفت: الكسر. وهد البناء: كسره وضعضعه، و هدته المصيبة أي أوهنت ركنه. والحيطة بالكسر: الحياطة والرعاية.
تأمل يا مفضل الجفن على العين، كيف جعل كالغشاء، والأشفار كالأشراج، و أولجها في هذا الغار، وأظلها بالحجاب وما عليه من الشعر.
بيان: الجفن: غطاء العين من أعلا وأسفل. والأشفار: هي حروف الأجفان التي عليها الشعر. والأشراج: العرى. وكأنه عليه السلام شبه الأشفار بالعرى والخيط المشدود بها، فإن بهما ترفع الأستار وتسدل عند الحاجة إليهما، أو بالعرى التي تكون في العيبة من الادم (1) وغيره، يكون فيها خيط إذا شدت به يكون ما في العيبة محفوظا مستورا، وكلاهما مناسب، والأول أنسب بالغشاء. قال الجزري: في حديث الأحنف:
فأدخلت ثياب صوني العيبة فأشرجتها. يقال: أشرجت العيبة وشرجتها: إذا شددتها بالشرج وهي العرى. انتهى. وأولجها يعني أدخلها.
يا مفضل من غيب الفؤاد في جوف الصدر، وكساه المدرعة التي هي غشاؤه، وحصنه بالجوانح وما عليها من اللحم والعصب لئلا يصل إليه ما ينكؤه؟ من جعل في الحلق منفذين؟ أحدهما لمخرج الصوت وهو الحلقوم المتصل بالرية، والآخر منفذ الغذاء وهو المرئ المتصل بالمعدة الموصل الغذاء إليها، وجعل على الحلقوم طبقا يمنع الطعام أن يصل إلى الرية فيقتل، من جعل الرية مروحة الفؤاد؟ لا تفتر ولا تخل لكيلا تتحيز الحرارة في الفؤاد فتؤدي إلى التلف. من جعل لمنافذ البول والغائط أشراجا تضبطهما؟
لئلا يجريا جريانا دائما فيفسد على الانسان عيشه فكم عسى أن يحصي المحصي من هذا؟
بل الذي لا يحصى منه ولا يعلمه الناس أكثر، من جعل المعدة عصبانية شديدة وقدرها

(1) العيبة الزنبيل من ادم. ما تجعل فيه الثياب كالصندوق. الادم: الجلود المدبوغة.
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 ثواب الموحدين والعارفين، وبيان وجوب المعرفة وعلته، وبيان ما هو حق معرفته تعالى، وفيه 39 حديثا. 1
3 باب 2 علة احتجاب الله عز وجل عن خلقه، وفيه حديثان 15
4 باب 3 إثبات الصانع والاستدلال بعجائب صنعه على وجوده وعلمه وقدرته وسائر صفاته، وفيه 29 حديثا. 16
5 باب 4 توحيد المفضل. 57
6 باب 5 حديث الإهليلجية. 152
7 باب 6 التوحيد ونفي الشرك، ومعنى الواحد والأحد والصمد، وتفسير سورة التوحيد، وفيه 25 حديثا. 198
8 باب 7 عبادة الأصنام والكواكب والأشجار والنيرين وعلة حدوثها وعقاب من عبدها أو قرب إليها قربانا، وفيه 12 حديثا. 244
9 باب 8 نفي الولد والصاحبة، وفيه 3 أحاديث. 254
10 باب 9 النهي عن التفكر في ذات الله تعالى، والخوض في مسائل التوحيد، وإطلاق القول بأنه شيء، وفيه 32 حديثا. 257
11 باب 10 أدنى ما يجزي من المعرفة والتوحيد، وأنه لا يعرف الله إلا به، وفيه 9 أحاديث. 267
12 باب 11 الدين الحنيف والفطرة وصبغة الله والتعريف في الميثاق، وفيه 42 حديثا. 276
13 باب 12 إثبات قدمه تعالى وامتناع الزوال عليه وفيه 7 أحاديث. 283
14 باب 13 نفي الجسم والصورة والتشبيه والحلول والاتحاد، وأنه لا يدرك بالحواس والأوهام والعقول والأفهام، وفيه 47 حديثا. 287
15 باب 14 نفي الزمان والمكان والحركة والانتقال عنه تعالى، وتأويل الآيات والأخبار في ذلك، وفيه 47 حديثا. 309