من الدهريين فيمكن أن يكون استدلاله بما يوهم ظاهر الآية (1) من كونه بنفسه حاصلا في السماء والأرض فيوافق ما ذهبوا إليه من كون المبدء الطبيعة فإنها حاصلة في الاجرام السماوية والأجسام الأرضية معا، فأجاب عليه السلام بأن المراد أنه تعالى مسمى بهذا الاسم في السماء وفي الأرض، والأكثرون على أن الظرف متعلق بالإله، لأنه بمعنى المعبود، أو مضمن معناه كقولك: هو حاتم في البلد.
22 - التوحيد: القطان والدقاق معا، عن ابن زكريا القطان، عن ابن حبيب، عن محمد بن عبيد الله، عن علي بن الحكم، عن عبد الرحمن بن أسود، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وآله صديقان يهوديان قد آمنا بموسى رسول الله وأتيا محمدا صلى الله عليه وآله وسمعا منه، وقد كانا قرءا التورية وصحف إبراهيم عليه السلام، وعلما علم الكتب الأولى فلما قبض الله تبارك وتعالى رسوله صلى الله عليه وآله أقبلا يسألان عن صاحب الامر بعده وقالا: إنه لم يمت نبي قط إلا وله خليفة يقوم بالامر في أمته من بعده، قريب القرابة إليه من أهل بيته، عظيم القدر، (2) جليل الشأن. فقال أحدهما لصاحبه: هل تعرف صاحب الامر من بعد هذا النبي؟ قال الآخر: لا أعلمه إلا بالصفة التي أجدها في التورية هو الأصلع (3) المصفر فإنه كان أقرب القوم من رسول الله صلى الله عليه وآله، فلما دخلا المدينة وسألا عن الخليفة أرشد إلى أبي بكر، فلما نظرا إليه قالا: ليس هذا صاحبنا، ثم قالا له: ما قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: إني رجل من عشيرته، وهو زوج ابنتي عائشة قالا: هل غير هذا؟ قال: لا، قالا: ليست هذه بقرابة فأخبرنا أين ربك؟ قال: فوق سبع سماوات! قالا: هل غير هذا؟ قالا: لا. قالا: دلنا على من هو أعلم منك، فإنك أنت لست بالرجل الذي نجد في التورية أنه وصي هذا النبي وخليفته. قال: فتغيظ من قولهما، وهم بهما، (4) ثم أرشدهما إلى عمر، وذلك أنه عرف من عمر أنهما إن